قارة تسمى عطالة ، وفي أعلاها بئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض ، وتذهب في الأرض ، وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر في زيادتها» (١) ، ويبدو أن المشقر كان مركزا إداريا ، وكان فيه المسجد الجامع (٢) ، وكان من المراكز التجارية المهمة ، وكان فيه إحدى أسواق العرب السنوية قبل الإسلام (٣) ، وقد حدثت فيه إحدى المعارك بين العرب والفرس ، وهي يوم المشقر (الصفقة) الذي ادخل فيه المعكبر (٤) الفارسي بني تميم الحصن وقتلوا فيه ، وذلك بسبب اعتدائهم على أموال مرسله إلى كسرى من اليمن (٥) ، بعد ظهور الدعوة الإسلامية في مكة ، وقبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (٦). وقد اندرس المشقر فلا يعرف موضعه اليوم (٧).
الصفا :
حصن قرب المشقر (٨) ، وهي مدينة مهمة حيث كانت قصبة
__________________
(١) البكري : معجم ما استعجم / ١٢٣٣ ، وانظر الميداني : مجمع الأمثال ٢ / ١٣٦.
(٢) ابن الفقيه : البلدان / ٣٠ ، وانظر ياقوت : ٤ / ٥٤١ ، مراصد الاطلاع : ٣ / ١٠٥.
(٣) عن سوق المشقر انظر فصل (الحياة الاقتصادية ـ التجارة).
(٤) انظر المكعبر في الفصل السادس «مرزبان الزارة».
(٥) ديوان الفرزدق : ١ / ١٣٨ ـ ١٤٦ ، النقائض : ١ / ١٤٩ ، ابن عبد ربه : العقد الفريد ٥ / ٢٢٤ ، الاغاني : ١٦ / ٧٥ ـ ٧٧ ، ابن رشيق : العمدة / ١ / ٢٠٦ ، الميداني : مجمع الأمثال ٢ / ١٣٦ و٣٩٩ ، الزمخشري : المستقصى في أمثال العرب ٢ / ٢٠٢ ، الطبري : ١ / ق ٢ / ٩٨٤ ـ ٩٨٧ ، حمزة الاصفهاني : تاريخ سني ملوك الارض والانبياء / ١١٦ و١١٩ ، الكامل : ١ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ و٦٢٠ ـ ٦٢١ ، ابن خلدون : ٢ / ٣٦٠ ، ياقوت : ٤ / ٧٩١ ـ ٧٩٢ ، آثار البلاد : ١١٠ ـ ١١١.
(٦) ابن الأثير : الكامل ١ / ٦٢١ ، وانظر جرجي زيدان : العرب قبل الاسلام / ٢٥٦.
(٧) ابن بليهد : صحيح الاخبار ١ / ٥٩ ، الاحسائي : تحفية المستفيد ١ / ٢٨.
(٨) الطبري : ١ / ق ٢ / ٩٨٥ ، ياقوت : ٣ / ٣٩٨ ، المشترك : ٢٨٤ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ١٥٩ و٣ / ١٠٥.