ما لعبته من دور في الحياة أو جاؤوا بتفاصيل عن رجالها وهي أمور يمكن إكمالها من كتب التراجم. وأقدم ما بين أيدينا من كتب التراجم هو كتاب الطبقات لابن سعد (ت ٢٣٠ ه) ، وقد استقى ابن سعد معلوماته من مصادر أقدم يذكرها في الغالب كالواقدي ، وأبي معشر وقتادة ، وقد صنف تراجمه على أساس أسبقية اتصالهم بالإسلام ، وهو يفصل في حياة بعض الرجال ، ويحوي كتابه معلومات ثمينة عن فتح البحرين والمراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البحرين ، والوفود ، ويحوي أيضا معلومات إدارية مهمة.
وكتاب الطبقات لخليفة بن خياط (ت ٢٤٠ ه) الذي يعني برجال الحديث ومن ضمنهم بعض الأشخاص الذين مارسوا الإدارة في البحرين غير أن معلوماته مختصرة.
وقد ألف البخاري (ت ٢٥٦ ه) في التراجم كتاب «التاريخ الكبير» الذي جعله مكملا لكتابه الصحيح في الأحاديث النبوية ، وهو يذكر فيه أسماء آلاف الرجال مرتبة حسب الحروف الهجائية وفيه عدد من رجال البحرين ، وقد ذكر لكل شخص ترجمة مع بعض التعليقات التي تحوي أحيانا معلومات ثمينة.
إن الترتيب الهجائي الذي اتبعه البخاري في تأريخه صار نموذجا احتذاه عدد من المؤلفين المتأخرين أمثال ابن عبد البر (ت ٤٦٣ ه) الذي أودع كتابه «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» معلومات أكثر تفصيلا من البخاري كما ألّف ابن الأثير (ت ٦٣٠ ه) كتابه «أسد الغابة في معرفة الصحابة» معتمدا على كتاب ابن عبد البر وابن مندة وأبي نعيم الأصبهاني وأبي موسى محمد بن بكر الأصبهاني ؛ على أن أوسع كتب التراجم المتداولة عندنا هو كتاب «الإصابة في معرفة