أما الجغرافيون المتأخرون فأهمهم ياقوت الحموي الذي أودع في كتابه «معجم البلدان» عن البحرين كثيرا مما أوردته المصادر المتقدمة مضيفا إليها معلومات مهمة استمدها من مصادر مفقودة الآن.
ومن كتب الجغرافية الرحلات ، ومنها رحلة ناصري خسرو (ت ٤٨١ ه) ، ورحلة بنيامين التطيلي (ت ٥٦٩ ه) ، ورحلة ابن بطوطة (ت ٧٧٩ ه) ، وفي هذه الكتب معلومات قيمة في وصف المواضع الجغرافية وطرق المواصلات والحياة الاقتصادية وإن كانت تتعلق بفترات متأخرة عن الفترة التي تتناولها رسالتنا.
إن المصادر الجغرافية على العموم قيمة المادة ، ولكن يبدو أن الجغرافيين العرب غير دقيقين في تحديد المواضع وفي كثير من الأحيان لم يفرقوا بين المدينة والقرية ، كما أن بعض معلوماتهم مبالغ فيها وخاصة فيما يخص المياه ، وبعض نصوص كتبهم محرفة ومضطربة ، كما أن معلوماتهم مختصرة نسبيا.
وفي كتب الأنساب مادة غنية عن القبائل العربية التي كونت أهم عناصر السكان في البحرين ، وأقدم ما لدينا من هذه الكتب كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي (ت ٢٠٤ ه) وفيه تفاصيل قيمة عن القبائل والعشائر ، وقد كان مصدرا أساسيا اعتمد عليه كل من ابن دريد (ت ٣٢١ ه) وكتابه الاشتقاق ، وابن حزم (ت ٤٥٦ ه) وكتابه جمهرة أنساب العرب ، وابن عبد البر (ت ٤٦٣ ه) وكتابه الأنباه على قبائل الرواة ، وفي كتب الأنساب إشارات إلى بعض من تولوا مناصب إدارية في البحرين وإلى الحالة السياسية والاقتصادية.
لقد اهتم النسابون بذكر العشائر العربية وما بينها من علاقات في النسب ولكنهم قلما تطرقوا إلى أهمية هذه القبائل أو عدد أفرادها أو