سرخاب بن الحسن بن الحسين :
وقيل سرخاب بن أبي الغريب بن يحيى بن الحسن أبو الفضل الأرموي الشافعي كان من أهل أرمية (١) ، وكان شافعي المذهب ، فقيها متكلما مفتيا ، صحب أبا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون وتفقه عليه وتولى التدريس بحلب ، بالمدرسة النورية المسندة الى بني أبي عصرون ، وكان ينوب فيها عن القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن أبي سعد ، وكان يتولى تربية أولاده ، ويعلمهم الفقه ، وكان محترما بحلب عند الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب ، الى أن اتفق منه أمر ، تغير قلب السلطان ، فخرج عن حلب في سنة خمس وستمائة.
وسمع بحلب شيخنا أبا الحسن علي بن أبي بكر الهروي ، وكان لي به اجتماع في المحافل ، ولا أعلم أنه حدّث بشيء ، ولم يكن له اعتناء بالحديث ، وكان دمث الاخلاق ، حسن المناظرة والكلام ، إلا أنه يؤذي في المناظرة من يتكلم معه كثيرا ، وتوفي رحمه الله بإربل سنة سبع وستمائة ، وبلغتنا وفاته فعقد له العزاء بحلب ، في المدرسة التي كان يدرس بها ، وحضر عزاه الأئمة والقضاة وأعيان البلد.
قرأت من خط أبي البركات المبارك بن أحمد بن المستوفي ، في تاريخ إربل وأجازه لنا ، قال : الامام سرخاب المدرس هو أبو الفضل سرخاب بن أبي الغريب ابن يحيى الأرموي من أرمية ، إمام عالم فاضل فقيه على مذهب الشافعي ، إن شاء الله ، أقام بحلب مدة يدرس بها ، وكان سبب خروجه منها ، أنه كان بمدرسة فيها بركة ماء فيها سمك ، فغسل الفقهاء يوما ثيابهم ، وألقوا ماء الصابون في البركة فمات السمك ، فأخبر بذلك ، فضرب الفقهاء (٢٢٦ ـ ظ) وأخرجهم ، فبلغ ذلك الملك
__________________
(١) مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبين اربل سبعة أيام. معجم البلدان.