سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك
أبو المجد الهاشمي الحارثي الحلبي من ولد الحارث بن عبد المطلب ، ولد بحلب ، وكان مقيما بها الى أن مات ، وكانت له حرمة عند ملوكها ، وقد ذكرنا في ترجمة سابق بن محمود حكاية عنه ، وكان فيه هزل ومزح ، والوقف الذي في قرية عناذان على مقربة من حلب على بني الحسن والحسين وقفه ، وقفه وغيره من الحوانيت بحلب (٢٠٨ ـ ظ) على أولاده وشرط أنهم متى انقرضوا عاد ذلك وقفا على بني الحسن والحسين بحلب ، فانقرض عقبه ، وعاد الوقف الى أولاد الحسن والحسين عليهما السلام ، وهو الآن جار عليهم في يد من يتولى نقابة العلويين بحلب.
وكان هذا الكتاب عندي من جملة كتب الوقوف ، التي كانت في سلة الحكم عند سلفي من قضاة حلب ، فطلبه مني الشريف النقيب أبو علي بن زهرة ، فدفعته اليه ، وكان الشريف أبو المجد هذا ممولا فاضلا ، أديبا ، شاعرا مجيدا.
روى عنه أبو سلامة مرشد بن علي شيئا من شعره ، وكان بينه وبينه مودة وممازحة ، وكذلك بينه وبين أبيه سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ ، ووقع الي جزء بخط أبي المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ جمع فيه كتبا وردت الى والده أبي سلامة مرشد من جماعة كاتبوه ، وفيه صدر كتاب من الشريف أبي المجد سالم هذا ، فنقلت ما ذكره من هذه المكاتبة وهو :
وأدنيتني حتى اذا ما ملكتني |
|
بقول يحل العصم سهل الأباطح |
تجافيت عني حيث لا لي حيلة |
|
وغادرت ما غادرت بين الجوانح |
طي هذه المكاتبة ، أدام الله أيام الحضرة ، رقعة بخط المولى سديد الملك قدس الله روحه ، الى عبدك ، والذي تتضمن استقالته من مخاطبته إياه بما سوف يقف عليه ، ويبين فيها معتقده في هذا (٢٠٩ ـ و) البيت صلوات الله على السلف منه ، ورحمة الله وبركاته ، ونحن الخلف الذي أنا والطوير يلي ، وأبو طالب الرخمة من جملتهم ، وبالله ما كان أحدهما يعتقد في صاحبه ما أظنك يا مولاي تعتقده فيّ واعتقده فيك من الولاء ، وأكون بالصفة التي تفهم ، وكتبي اليك تتردد سرا وجهرا لا تردّ علي جوابا يرد رمقي ، وأتعلل به ولا قولا ولا فعلا ولا شاباش :