فإن تك مثل ما زعموا ملولا |
|
كما تهوى سريع الانتقال |
صبرت على ملالك لي برغمي |
|
وقلت عسى يملّ من الملال |
ثم ذكر فصل معاتبة ، وقال فيه ، والشعر له :
رشتم جناحي وأعناني نوالكم |
|
واشتد أزري بكم يا أفضل الناس |
فإن سعى الدهر في حال تشاب |
|
بها تلك الأيادي فمحمول على الراس |
أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن منقذ قال : ومن شعراء الشام المعارضين هذه الطبقة ، يعني : الخفاجي وابن سمان وغيرهما ، الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي ، من ولد الحارث بن عبد المطلب ، مولده بحلب وكان محترما عند ولاة حلب ، له الميزة والفضل ، وكان بينه وبين جدي ووالدي رحمهم الله مودة وخلطة ، وكان كثير الدعابة والهزل (٢٠٩ ـ ظ) وله أشعار حسنة ، حرصت على جمعها وكاتبته في آخر عمره ، وصدر عمري ، وأسأله إثباتها وإنفاذها ، وهو اذ ذاك بحلب ، فاعتذر بأنه ما عني بجمعها ولا دوّنها ، ولم أجد منه سوى ما نقلته من خط والدي رحمه الله يقول : أنشدنيه بشيزر سنة تسع وسبعين وأربعمائة :
أثر بتمادي شدّها المتدارك |
|
دجى كل يوم أغبر اللون حالك |
وشم لطلاب العزّ عزمة مقدم |
|
على الهول خواض غمار المهالك |
فإما علا تضفو عليّ ظلالها |
|
وإما ردى بين القنا والسنابك |
فحتّام تمسي حائر العزم خاملا |
|
سمير الأماني والهموم النواهك |
ويمطلك الحظ الحرون مسوّفا |
|
نبيل العلى مطل الغريم المماحك |
ويا نفس ما بالي أراك مقيمة |
|
على الضّيم لا يجري الاباء ببالك |
إذا عنك ضاقت بلدة فتبدلي |
|
بأخرى تروضي جامحا من رجائك |
إلام طلاب الفضل بين معاشر |
|
أبوا أن يكونوا أهله لا أبالك |
قال أسامة : ومن شعره في جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ :
يا من حماه من النوائب موئلي |
|
وعليه إن جار الزمان معوّلي |