من أمراء الياروقية ، وحضروا خدمة السلطان الملك الناصر ، ولخصوا من نسخة اليمين فصولا مختصرة استوفوا أقسام الحلف بها على السلطان ، وباتوا تلك الليلة بالعسكر التقوي (١) خوفا من تشغيب (٢١٨ ـ و) العوام.
وقال : يوم السبت ثامن عشر صفر خرج الأمراء الحلبيون من الياروقية والمماليك النورية وحضروا خدمة السلطان ، وجاء أعيان المدينة وبياضها ، وشملهم انعام السلطان في رد الأملاك على أربابها واقرار الأجناد على معائشهم واقطاعاتهم واجراء الرعايا على عوائدهم.
وقال ـ يعني في هذا اليوم ـ أعلن أهل حلب بسب عماد الدين زنكي بن مودود ، وذمه وتسخيف رأيه ، ووصف ذله وجبنه فيما اعتمده من السلم والتسليم حتى حملوا الى باب القلعة مغزلا وقطنا وأجّانة ، يعنون انك شأنك شأن النساء من الغزل والغسل.
وقال : يوم الاحد تاسع عشر صفر خرج في أوله الأمراء الحلبيون الى الخدمة بأسرهم ، وساروا في الخدمة الى الميدان الأخضر وفتحت أبواب حلب بأسرها وجلس أهلها في معايشهم.
وقال : ـ يعني في هذا اليوم ـ أنعم السلطان على ابنة نور الدين محمود بن زنكي زوجة عماد الدين زنكي بن مودود باقطاع من أعمال حلب وعبرته في كل سنة عشرون ألف دينار.
وقال : يوم الخميس ثالث عشري صفر خرج عماد الدين زنكي بن مودود من قلعة حلب وركب السلطان فتلقاه واعتنقا راكبين ، وتسايرا ، فلما قاربا مخيم السلطان تقدم عماد الدين أمامه فترجل عن فرسه قريب أطناب الدهليز حيث ينزل الأمراء في خدمة السلطان ، فأمسك السلطان رأس فرسه حتى دخل عماد الدين الى دهليز سرادقه (٢١٨ ـ ظ) ثم سار السلطان فنزل حيث جرت عادته ، ودخل وفرش تحت قدمي عماد الدين عدة ثياب أطلس ، ودخل السلطان فجلسا معا ، وجلس الأمراء
__________________
(١) نسبة الى تقي الدين عمر الذي سيكون صاحب حماه ومؤسس حكم الاسرة الايوبية فيها.