عزل عن ولاية فكتب إليه صديق له يتغمم لذلك ، فأجابه بأن قال أوزار خفت وأقلام بالسيئات جفت ، والجنة بالمكاره حفّت.
قال لي يوسف بن أبي طاهر الكردي المنبجي الملقن كان رزق الله من الأولياء.
وحكى لي الشيخ عبد الله الكردي المحدث نزيل حلب قال : كان رزق الله ابن عبيد رجلا صالحا من الأسخياء الأجواد ، وكان ذا مال وثروة ، وكان أبوه عبيد من أهل الجزيرة ومات عن مال جزيل مقداره مائة ألف درهم ، وكان لرزق الله أخ فدفع إليه رزق الله ما يخص أخاه من التركة ، وأنفق رزق الله قسمه على الفقراء وتجرد عن الدنيا.
قال عبد الله : وكان من سيرة رزق الله أنه يكون له دين على (٨٠ ـ و) انسان فإذا لقيه في الطريق رجع واختفى عن المدين ولا يلقاه ، ويسير إليه الحجة التي له عليه ويقول والله تعمدت أن لا ألقاك لكي لا تخجل من ديني عليك ، وأنت في حل من المال الذي لي عليك ، وهذه الحجة التي لي عليك فخرّقها.
خرج رزق الله بن عبيد من عندنا من حلب في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، وتوجه إلى سنجار وكان له بها زاوية فأقام بها إلى أن مات في حدود الستمائة رحمه الله.
رزق الله بن يحيى بن رزق الله :
ابن يحيى بن خليفة بن سلطان بن رزق الله بن غنائم بن غنّام ، أبو الطيب الباجباري ثم الدنيسري ، سافر في طلب الحديث ، واجتهد في سماعه وتحصيله ، وقدم علينا حلب وسمع معنا من جماعة من شيوخنا بها ، سمع : قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم ، والشريف أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي ، وعمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة ، وأبا محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الأسدي ، والخطيب أبا البركات سعيد بن هاشم ، وأبا حامد عبد الله وعبد الرحمن بن العجمي ، وغيرهم ، ثم توجه من حلب إلى دمشق واجتمعت به بها ، وسمع بها معنا شيخنا قاضيها أبي القاسم عبد الصمد بن محمد