أنبأنا ابن النجار قال : كتب إليّ عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمذاني قال : أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار قال : أخبرنا أبي قال : رزق الله بن عبد الوهاب أبو محمد التميمي شيخ الحنابلة ومقدمهم ، قدم علينا رسولا سنة ثمان وخمسين ، سمعت منه ، وكان ثقة صدوقا فاضلا ، ذا حشمة.
أنبأنا ابن النجار قال : قرأت بخط الحافظ أبي عامر محمد بن سعدون العبدري ، وأنبأنيه عنه القاضي عبد الرحمن بن أحمد قال : رزق الله التميمي كان شيخا تقيا ظريفا لطيفا كثير الحكايات والملح ، ما أعلم منه إلّا خيرا مولده سنة أربعمائة (١).
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : أخبرنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال : سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي يقول : توفي شيخنا أبو محمد التميمي في الليلة التي صبيحتها يوم الثلاثاء النصف من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ودفن بكرة يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الأولى في داره بباب المراتب وصلى عليه ابنه الأكبر عبد الوهاب ، ثم نقل بعد ذلك في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة احدى (٧٩ ـ ظ) وتسعين وأربعمائة الى مقبرة باب حرب ، ودفن الى جنب قبر أحمد بن حنبل ، وهو اليوم الذي توفي فيه ابنه عبد الوهاب رحمه الله.
رزق الله بن عبيد الجزري السنجاري :
كان رجلا صالحا فقيرا حسنا ، وكان قد صحب عمي أبا غانم مدة طويلة بسنجار ، وقدم علينا حلب ونزل عند عمي بالمسجد المعروف بنا ، وبقي فيه مدة وكان له صوت حسن ، وكان يغلب عليه الوجد والحال في بعض الأوقات فينشد البيتين والثلاثة انشادا طيبا ويترنم بصوت حسن من قلب مشتاق وعلقت عنه أبياتا من الشعر لا يحضرني ذكرها ، وأملى عليّ يوما من الأيام قال : روي أن بعضهم
__________________
(١) انظر المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : ٢٣١ ـ ٢٣٤.