الإطار العام
من رحم الظلام يتنفس الفجر ، ومن رحم المأساة يولد أمل التغيير ، وعند ما تأخّر الوحي قليلا ، وزاد قلب الرسول شوقا ، ونفوس المؤمنين وجلا ، وأراجيف المشركين انتشارا ، هنالك جلجل الوحي في هضاب مكة من جديد ، وشقّ فجره طريقه إلى القلوب العطشى ، إلى النور والدفئ والحنان ، فاستقبلته بحفاوة ووعته بعمق.
هكذا رحمة الله تهيأ الظروف من قبل لتكون أوقع أثرا وأبلغ نفاذا ، أرايت اليتيم حين تتناوله يد الرحمة كيف يحن على الأيتام والمحرومين ، أو رأيت الضال حين يهتدي كيف يمتص قلبه الهدى كما تمتص حبة التراب الندى في ضحوة الهجير؟! هكذا يرضى المؤمن بالقدر ، فلو لا الليل إذا سجي لم يعرف القلب قيمة الضحى ، ولولا العطش لم يتلذذ الكبد بشربة ماء هنيئة. ولولا التحديات لما حدث التطور ، ولو لا الماسي لما قامت القدرات.
ويبدو أن محور سورة الضحى كما سورة ألم نشرح هي هذه البصيرة التي مهدت