لا قلت إن الصبر عنك |
|
من التصابي أجمل |
قال : فصاح ابراهيم : وأي عليك ابراهيم ثم أنشده :
لو ترى ما أراه منك إذا |
|
ما جال ماء الشباب في وجنتيك |
لتمنيت أن تقبّل خديك |
|
وإن لم تصل إلى خدّيك (١) |
ثم أنشدته :
عش فحبّيك سريعا قاتلي |
|
والضنا إن لم تصلني واصلي |
ظفر الحب بقلب دنف بك |
|
والسقم بجسم ناحل |
فهما بين اكتئاب وبلى |
|
تركاني كالقضيب الذابل |
فبكى العاذل لي من رحمة |
|
فبكائي لبكاء العاذل (١٢٣ ـ ظ) |
قال : أحسنت والله ، ثم قال : يا نصركم معك من العين؟ قال : ستمائة وخمسون دينارا ، قال : ادفع إلى الفتى نصفها واجعل الكسر له سليما ، فأخذتها وعدت الى منزلي ، فاشتريت المنزل الذي كنت فيه فسترني وستر عيالي.
أنبأنا أبو حفص المكتب قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك قال : أخبرنا أبو بكر ابن أبي أحمد قال أخبرني علي بن أيوب القمي قال : أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال : أخبرني محمد بن يحيى قال : حدثني الحسين بن اسحاق قال : حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب الشاعر قال : لما بويع ابراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني ، وقد كان يعرفني ، وكنت متصلا ببعض أسبابه ، فأدخلت اليه فقال لي : يا خالد أنشدني من شعرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان من الشعر حكما (٢) ، وإنما أمزح وأهزل وليس مما ينشده أمير المؤمنين ، فقال : لا تقل هذا يا خالد فإن جدّ الأدب وهزله جدّ ، أنشدني فأنشدته :
__________________
(١) كتب ابن العديم في الهامش : كذا نقلته من خطه.
(٢) انظره في كنز العمال : ٣ / ٧٩٨٩ ، ٨٠٠٩.