ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الرجل يمر على الملأ فيهم العشرة أو أكثر من ذلك ، فيسلم عليهم فيردون عليه السلام أجمعون ، قال : فتربّد وجهه ، وقال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم قال : وأنتم ترون حقا عليكم في صلاتكم أن تستغفروا للمؤمنين والمؤمنات؟ قلت نعم قال : فالتفت الى أصحابه فقال : ما منهم من أحد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات إلّا كتب الله له من كل مؤمن ومؤمنة حسنة ، قال : وأنتم ترون حقا عليكم أن تقولوا : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؟ قلت : نعم ، فالتفت الى أصحابه فقال : ما منهم من أحد يقول ذلك إلّا رد الله عليه السلام من كل عبد صالح من أهل السماء والأرض مضى أو هو كائن الى يوم القيامة ، ثم قال : هل فيكم ذو القرن يقوم اليه طفل من أطفاله فيرد قوله ، ويصرف وجهه؟ قلت : قد كان ذلك ، قال : هيهات هلكت هذه الامة لن تقوم الساعة على دين أرق من هذا الدين ، وأرجو أن يكون كذب ان شاء الله ، فقلت لعروة : كم تعدون القرن؟ قال ابن ستين سنة.
واللفظ لابن حزم (١).
أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي (١١٧ ـ ظ) القرشي القاضي قال : أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الله بن الحسن ، ح.
قال الحافظ : وحدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر قال : أخبرنا علي بن الحسن بن عبد السلام : وعبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله ، ح.
قال : وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال : أخبرنا أبو الحسن بن أبي الجزور قالوا : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال : حدثنا منصور بن جعفر بن ملاعب قال : حدثنا عبيد الله بن محمد النحوي قال : حدثنا ابن قتيبة قال : حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال : لزم خالد بن يزيد بيته ، فقيل له كيف تركت مجالسة الناس وقد عرفت فضلها ، ولزمت بيتك؟ فقال : وهل بقي إلّا حاسد على نعمة أو شامت بنكبه (٢).
__________________
(١) لم يوضح أين ذكر ذلك ابن حزم في أي من كتبه.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٥ / ٢٩٥ وـ ظ.