فقال خالد : يا أمير المؤمنين أقرأ الآية الأخرى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) (١) فقال عبد الملك أما والله لنعم المرء عبد الله على لحن فيه ، قال : أفعلى لحن ابنك تعول؟ قال : ان أخا الوليد سليمان ، قال : وأخو عبد الله خالد ، قال : مدحت والله نفسك يا خالد قال : وقبلي والله مدحت نفسك يا أمير المؤمنين ، قال : ومتى قال : حين قلت : أنا قاتل عمرو بن سعيد ، قال : حق والله لمن قتل عمرا أن يفخر بقتله ، قال : أما والله لمروان كان أطولهما باعا ، قال : أما اني أرى ثأري في مروان صباح مساء ، ولو أشاء أن أزيله لازلته ، وعنى بقوله أن أم خالد قتلت مروان ، قال : اذا شئت أن تطفىء نورك فافعل ، قال : ما جرأك عليّ يا خالد خلني عنك ، قال : لا والله ما قال الشاعر :
ويجر اللسان من أسلات (٢) الحرب |
|
ما لا يجر منها البيان |
قال : فاستحيا عبد الملك وقال : يا وليد أكرم أخاك وابن عمك فقد رأيت (١١٦ ـ و) أباه يكرم أباك وجده يكرم جدك.
قرأت بخط أحمد بن أبي طاهر في جواب التعريض قال : وقال الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عباس المستوف قال : دخل خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان على عبد الملك بن مروان فقال : يا خالد كأنك قد عضضت على صوفه ، فقال خالد : ان النساء يلثمن فاي ، ولا يشممن قفاي ، يعرض له بالبخر ، وكان عبد الملك يكنى أبا الذبان من شدة بخره.
قال : ودخل خالد بن يزيد على عبد الملك بن مروان ، فتلقاه عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري اعظاما له ، وكان خالد يسحب ثيابه ، فقال له عبد الرحمن : بأبي وأمي أنت لم تطعم الارض فضول نيابك؟ فقال : أكره أن أكون كما قال الشاعر وعرّض به :
قصير القميص فاحش عند بيته |
|
وشر قريش في قريش مركبا |
__________________
(١) سورة الاسراء ـ الآية : ١٦.
(٢) من فضلات الحروب وبقاياها. القاموس.