الى قناطر قنسرين ، أي موضع عبرت فيه ورأيت السرادق والخيام قلت في هذه السلطان.
وقال : قال أبي : وحدثني وزير تاج الدولة أبو النجم (١) قال : شرب السلطان على حلب وسكر ، وضل رشده بالسكر ، فقال : هاتو الأمير البدوي ، يعني محمود ، لأضرب رقبته ، فجاء الغلمان الى خواجا بزرك وقالوا : قد قال السلطان كذا وكذا ، فمضى اليه خواجا بزرك ، وقال له : يا سلطان العالم يظهر عنك مثل هذا وكان السلطان قد بلغ منه السكر ، فضربه بالمغسل الذي في دست الشراب ، وقال : أريده ، ففتح أثرا في وجهه (٢٨٢ ـ ظ) فمضى خواجا الى جانب السرادق الى خاتون فقال ، بادرينا يا خاتون والا الساعة يتلف العسكر وينهب بعضه بعضا ، كان كذا وكذا ، فقامت تمشي اليه. فقال لها : خاتون ما جاء بك؟ فقالت : نم أنت سكران. وتفرقوا ، فلما أصبحت قالت له : ما تحتشم تفتح عليك باب غدر! قال : لا إن شاء الله! قالت : البارحة أردت تحضر الامير البدوي وتضرب رقبته ، وأنت قد أعطيته أمانك ، هذا وأنت تريد تفتح مصر وما دونها ، وفعلت كذا وكذا بخواجا بزرك! قال : والله ما معي علم من هذا جميعه ، ولما حضر عنده خواجا قال له : يا حسن ما هذا الاثر في وجهك؟ فقال : يا سلطان العالم هذا أثر ، وقعت البارحة وأنا خارج من خيمتي ضربني عمود الخيمة ، ولم يعلمه بذلك ، فاستحسن الناس منه ذلك ، ثم رحل السلطان من حلب يريد مصر ، فرحل مرحلة واحدة فجاءه الخبر بأن ملك الروم ذيو خانس قد خرج لما رأى البلاد خالية من العساكر ، فرحل على أدراجه يريد ملك الروم.
قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين : سار السلطان ألب أرسلان يعني في سنة ثلاث وستين وأربعمائة الى ديار بكر ، فخرج اليه نصر بن مروان وخدمه بمائة ألف دينار ، وقصد حلب وحاصرها ، فخرج اليه محمود بن نصر ليلا ، ومعه والدته ، فدخلا على السلطان ، فقالت له : هذا ولدي فافعل به ما تحب ، ففعل معه الجميل وخلع عليه ، وغزا السلطان ألب أرسلان بلاد الروم ، وخرج أمر (٢٨٣ ـ و) الخليفة القائم الى الخطباء على المنابر بالدعاء له بما صيغته :
__________________
(١) في الحاشية بخط ابن العديم : هو أبو النجم بن بديع. وتاج الدولة تتش ابن ألب أرسلان.