ميمنتك محمد بن مروان ، وصيّر على ميسرتك عبد الرحمن بن صعصعة ، وصيّر على ساقتك محمد بن عبد العزيز ، وكن أنت في القلب ، وصيّر على طلائعك البطال ، وأمره فليعس في الليل العسكر فإنه أمين ثقة مقدام شجاع.
وذكر بقية وصيته ، قال : فخرج مسلمة يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وذلك أول يوم من رجب ، وخرجنا معه ، وخرج عبد الملك معنا يشيعنا حتى بلغ باب دمشق ، ثم خرج معنا مسلمة وعسكرنا على رأس أربع فراسخ من دمشق وذكر القصة بطولها. (٢٤٩ ـ ظ)
أصبغ بن ذؤالة الكلبي ،
أبو ذؤالة كان في صحبة مروان بن الحكم بعد ما بويع له بالخلافة حين قدم الرصافة متوجها الى الرقة ، وكان الأصبغ بتدمر منابذا لمروان مع أهل تدمر ، فسار إليهم الأبرش بن الوليد الكلبي ، حتى توجه مروان إليهم ، فأجابه منهم جماعة فيهم الأصبغ بن ذؤالة ، وابنه حمزة ، وهرب الباقون الى برية كلب ، فانصرف الأبرش بمن تابعه الى مروان وفيهم الأصبغ ، فساروا في صحبته الى الرصافة حين توجه الى الرقة لتوجيه ابن هبيرة الى العراق ، ولمحاربة الضحاك ابن قيس (١).
أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال : أصبغ بن ذؤالة ، أبو ذؤالة الكلبي ، له ذكر في أهل دمشق.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد قال : أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال : أخبرنا أبو سليمان زبر قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر قال : أخبرنا محمد بن جرير قال : حدثني أحمد بن زهير قال : حدثنا علي بن محمد عن يزيد بن مصاد الكلابي عن عمرو بن شراحيل قال : أجمع على قتل الوليد ـ يعني ـ ابن يزيد قوم من قضاعة واليمانية من أهل دمشق خاصة ، فأتى حريث (٢٥٠ ـ و) وشبيب بن أبي مالك الغساني ، ومنصور بن
__________________
(١) حدث هذا أثر مؤتمر الجابية ومبايعة مروان بن الحكم بالخلافة. انظر تاريخ الطبري : ٥ / ٥٣٠ ـ ٥٤٤ (حوادث سنة ٦٤ ه).