جمهور ، ويعقوب بن عبد الرحمن وحبال بن عمرو ابن عم منصور ، وحميد بن نصر اللخمي والأصبغ بن ذؤالة وطفيل بن حارثة ، والسري بن زياد بن علاقة خالد بن عبد الله فدعوه الى أمرهم ، فلم يجبهم ، فسألوه أن يكتم عليهم ، قال : لا أسمي أحدا منكم ، وأراد الوليد الحج فخاف خالد أن يفتكوا به في الطريق فأتاه فقال يا أمير المؤمنين أخر الحج العام ، قال : ولم؟ فلم يخبره ، فأمر بحبسه ، وأن يستأدي ما عليه من أموال العراق (١).
أصبغ بن ضرار :
شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان ، وأسره الأشتر بن الحارث النخعي ثم أطلقه بإذن علي رضي الله عنه وكان شاعرا.
قرأت في كتاب الفتوح لأبي محمد بن أعثم في خبر صفين قال : وجاء الليل فحجز بين الفريقين ، وكان رجل من أهل الشام يقال له الأصبغ بن ضرار يخرج من الليل من عسكر معاوية فيكون حارسا وطليعة لمعاوية ، قال فبدر له علي رضوان الله عليه الأشتر ، وقال : إن قدرت عليه فخذه ولا تقتله وجئني به ، قال : فاحتال عليه الأشتر فأخذه أسيرا من غير أن يقاتله ثم جاء به الى رحله ليلا فشد وثاقه ينتظر به الصباح قال : وأيقن الرجل بالقتل ، وكان مفوها شاعرا فأنشأ يقول :
ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا |
|
على الناس لا يأتيهم نهار |
(٢٥٠ ـ ظ)
يكون كذا حتى القيامة إنني |
|
أحاذر في الاصباح ضرمة نار |
فيا ليل طل لي ان لي فيك راحة |
|
وفي الصبح قتل أو فكاك أساري |
ولو كنت تحت الارض تسعين واديا |
|
لما رد عني ما أخاف حذاري |
فيا نفس مهلا ان للموت غاية |
|
فصبرا على ما ناب يا بن ضرار |
أأخشى ولي في القوم رحم قريبة |
|
من الأمر ما أخشى والأشتر جاري |
ولو أنه كان الاسير ببلدة |
|
أطاع بها شمرت ذيل إزاري |
ولو كنت جار الأشعث الخير |
|
فكني وفرّ من الأمر المخوف فراري |
__________________
(١) تاريخ الطبري : ٧ / ٢٣٣. تاريخ ابن عساكر : ٣ / ٣٢ ب.