قصر عليه تحية وسلام |
|
نشرت عليه جمالها الأيّام |
ويقال إنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه هرون مائة ألف درهم (١).
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال : أشجع بن عمرو ، أبو الوليد ، وقيل أبو عمرو السلمي ، شاعر من ولد الشريد بن مطرود ، مشهور ، ولد باليمامة ، ونشأ بالبصرة وتأدب بها ، وقال الشعر ، ثم قصد الرشيد بالرقة وامتدحه ، ومدح البرامكة ، واختص بجعفر بن يحيى ، وخرج معه الى دمشق حين ندبه الرشيد للاصلاح بين أهلها ، حكى (٢١٤ ـ ظ) ـ عن المهدي وسنان بن يرحم ، روى عنه أسد بن جديلة السلمي ، وأحمد بن سيّار الجرجاني الشاعر ، وسعيد بن سلم الباهلي ، وعلي بن عثمان ، وأبو دعامة (٢).
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال : أخبرنا المعافى بن زكريا قال : حدثنا أحمد بن ابراهيم الطبري قال : حدثني علي بن محمد بن أبي عمرو البكري ـ من بكر بن وائل ـ قال : حدثني علي بن عثمان قال : حدثني أشجع السلمي قال : أذن لنا المهدي والشعراء في الدخول عليه ، فدخلنا ، فأمرنا بالجلوس فاتفق أن جلس الى جنبي بشّار ، وسكت المهدي ، وسكت الناس ، فسمع بشار حسّا ، فقال لي : يا أشجع من هذا (٣)؟ فقلت : أبو العتاهية ، قال : فقال لي أتراه ينشد في هذا المحفل؟ فقلت : أحسب سيفعل ، قال : فأمره المهدي أن ينشد ، فأنشد :
ألا ما ليّدتي مالها |
|
..... |
قال : فنخسني بمرفقه ، فقال : ويحك رأيت أجسر من هذا ، ينشد مثل هذا الشعر في هذا الموضع؟!
__________________
(١) تاريخ بغداد : ٧ / ٤٥.
(٢) تاريخ ابن عساكر : ٣ / ١٥ ـ ظ.
(٣) كان بشار أعمى ، والخبر ليس موجودا في المطبوع من كتاب الجليس الصالح.