من البلاد ، فنزل اليه أخوه الملك الكامل من الديار المصرية طالبا أخذ دمشق ، فسير اليه نجدة من حلب ، فحصره الملك الكامل الى أن استولى على دمشق ، وابقى عليه بعلبك وبصرى ، ومات الملك الكامل بدمشق ، وبها ابن أخيه الملك الجواد يونس ، فتراسل الملك الجواد والملك الصالح أيوب بن المالك الكامل ، وكان ملك الديار الجزرية ، واتفقا على أن يسلم الملك الصالح اليه الرقة ، وسنجار ، وعانة ويسلم اليه الملك الجواد دمشق ، وتمت المقايضة بينهما ، وتسلم الملك الصالح أيوب دمشق ، وجعل فيها ولده عمر الملقب بالملك المغيث ، وصعد طالبا للديار المصرية فنزل نابلس ، وهي في يد ابن عمه الملك الناصر داود (١٨٠ ـ ظ) بن عيسى ابن أبي بكر بن أيوب ، فحالف اسماعيل ابن أخيه ، ووعده بالصعود اليه الى نابلس ، وموافقته على قصد الديار المصرية ، فاتفق اسماعيل والملك المجاهد شير كوه صاحب حمص على مكاتبة جماعة من أهل دمشق ، وعلى أن يكون للملك المجاهد نصيب فيها ، والبلد لاسماعيل ، وواعد أهل دمشق في يوم معين ، وسار اسماعيل من بعلبك وشير كوه من حمص ، وهجماها ، واستعصت القلعة أياما قلائل ، وبها عمر بن أيوب ، وعجز من بها عن حفظها فسلموها اليه على أن يطلق الملك المغيث عمر ، فلما تسلم القلعة غدر بعمر المذكور وقبض عليه ، وعند ما انتهى الخبر الى الملك الناصر داود سير عسكرا الى الملك الصالح أيوب وقبض عليه وسجنه عنده في قلعة الكرك ، ودام اسماعيل بدمشق ، وعسف رعيتها وظلمهم ، وأعانه على ذلك وزيره أمين الدولة الذي كان سامريا وأسلم ، وقاضيها المعروف بالرفيع الجيلي ، الى أن أخرج الملك الناصر داود الملك الصالح أيوب من السجن ، ووافقه على أخذ الديار المصرية من يد الملك العادل ابن الملك الكامل أخيه ، وتوجها جميعا الى مصر ، وكاتبا جماعة من الخدم ومن كان بها من الأشرفية ، وخرج العادل الى بلبيس في عسكر كثيف ، وكنت اذ ذاك عنده رسولا بالقاهرة ، فقبض العسكر على العادل وتسلم الصالح أيوب الديار المصرية ، وابنه عمر في حبس عمه الصالح اسماعيل ، وهو لا يفرج عنه ، فاتفق أن مات عمر في حبسه بقلعة دمشق ، وخاف اسماعيل فاتفق مع الفرنج. وسير (١٨١ ـ و) الملك المنصور ابراهيم بن شير كوه صاحب