حمص مقدما على عسكره الى غزة ومعه الفرنج ، وبها عسكر مصر ، فالتقى الجيشان ، فانهزم الملك المنصور والفرنج ، وتقدم العسكر المصري بعد ذلك الى بيسان ، وتحالف الملك الصالح أيوب ، والسلطان الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب ، ونزل العسكر المصري ومقدمه الوزير معين الدين ابن الشيخ ابن حمّوية محاصرا دمشق ، ووصلت اليه نجدة حلب ، وكنت أنا الرسول الى مصر في المحالفة ، ففتح العسكر المصري دمشق ، وسلمها الصالح اسماعيل الى ابن الشيخ ومضى الى بعلبك ، وأنكر أيوب على عسكره ترك بعلبك ، فخرج عنها الصالح ، والتجى الى الخوارزمية (١) ، ونزلوا على طرف البحيرة من بلد حمص ، فخرج عسكر حلب والملك المنصور ابراهيم صاحب حمص ، وكسروا الخوارزمية ، وقتل مقدمهم بركة خان ، وانفلت جموعهم وفتحت بعلبك ، وهرب الملك الصالح اسماعيل وقدم الى حلب مستجيرا بالسلطان الملك الناصر ابن الملك العزيز ، وملقيا نفسه اليه ، فأنزله بدار جمال الدولة ، وجعل عليه توكيلا طلبا لرضا الملك الصالح أيوب وسيرني رسولا الى مصر أشفع الى أيوب في اسماعيل ، فلم يجب الى ذلك ، وفسد ما بين السلطان الملك الناصر وبينه بسبب ذلك ، ومات الملك المنصور ابراهيم صاحب حمص بدمشق ، وتسلم نواب أيوب بصرى ، وعزم أيوب على تجهيز عسكر الى الشرق ، فمنعه الملك الناصر ، وأزال التوكيل عن الصالح اسماعيل وسيرني اليه (١٨١ ـ ظ) واستحلفته يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة ، وخلع عليه ، وأقطعه اقطاعا حسنا ، وقدمه على عسكره ، والأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني يتولى تدبير العسكر ، وتوجه العسكر الى حمص ففتحها من يد الملك الأشرف موسى بن ابراهيم وكان قد مال الى جانب الصالح أيوب ، فنزل أيوب الى دمشق ، وسير العسكر الى حمص وحصرها ، فخرج السلطان الملك الناصر والعسكر معه والصالح اسماعيل وورد نجم الدين البادرائي رسول الخليفة ، ورحل العسكر عن حمص ، وخرج
__________________
(١) الخوارزمية بقايا جند دولة خوارزم شاه الدين قادهم جلال الدين متكبرتي ، ووصلوا الى الشام اثر سقوط دولتهم للمفعول بعد مقتل جلال الدين في جبال الاكراد ، وقد استخدمهم الملك الصالح أيوب واستعان بهم على استرداد القدس من الصليبيين.