الكوكبي قال : حدثنا ابن أبي سعد قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن معاوية المهلبي قال : حدثني أبو تمام قال : يكتب من شعر أبي العتاهية خمسة أبيات ، فان أحدا لم يشركه فيها ، ولا تهيأ لأحد مثلها ، قوله :
الناس في غفلاتهم |
|
ورحا المنية تطحن (١) |
والذي قال في أحمد بن يوسف :
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى |
|
وأن الغنى يخشى عليه من الفقر (٢) |
وقوله في موسى أمير المؤمنين :
ولما استقلوا بأثقالهم |
|
وقد أزمعوا بالذي أزمعوا |
قرنت التفاتي بآثارهم |
|
وأتبعتهم مقلة تدمع (٣) |
وقوله :
هب الدنيا تساق اليك عفوا |
|
أليس مصير ذاك الى زوال (٤) |
وقال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرني علي بن أيوب القمي قال : أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال : أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة عن محمد بن يزيد النحوي قال : لا أعلم شيئا من غزل أبي العتاهية ومديحه يخلو من صنعة ، وربما كانت من القصيدة في موضعين ، فمن شعره الذي كان يستطرف قوله :
آه من غمي وكربي |
|
آه من شدة حبي |
ما أشد الحب يا سب |
|
حانك اللهم ربي |
ولقد قلت وجمر الح |
|
ب قد أقرح قلبي : |
يا بلائي من غزال |
|
قد سبا قلبي ولبي |
__________________
(١) ديوانه : ٤٢٩.
(٢) ديوانه : ١٧٢.
(٣) ليسا في ديوانه. وموسى هو الهادي (١٦٩ ـ ١٧٠ ه / ٧٨٥ ـ ٧٨٦ م).
(٤) ديوانه : ٣٣٨.