لم أنك منه نوالا |
|
غير أن كدر شربي |
أنت ممن خلق الرح |
|
من من ذا الخلق حسبي (١) |
قال : ومن مليح أشعاره قوله :
من لم يذق لصبابة طعما |
|
فلقد أحطت بطعمها علما |
إني منحت مودتي سكنا |
|
فرأيته قد عدها جرما |
يا عتب ما أنا عن صنيعك بي |
|
أعمى ولكن الهوى أعمى |
والله ما أبقيت من جسدي |
|
لحما ولا أبقيت لي عظما |
إن الذي لم يدر ما كلفني |
|
ليرى على وجهى به وسما (٢) |
قال : ومن شعره المختار قوله : (١٦٥ ـ ظ).
يا عتب هجرك مورث الأدواء |
|
والهجر ليس لودنا بجزاء |
يا صاحبي لقد لقيت من الهوى |
|
جهدا وكل مذلة وعناء |
علق الفؤاد بحبها من شقوتي |
|
والحب داعية لكل بلاء |
اني لأرجوها وأحذرها فقد |
|
أصبحت بين مخافة ورجاء |
بخلت علي بودها وصفائها |
|
ومنحتها ودي ومحض صفائي |
فتخالف الأهواء فيما بيننا |
|
والموت عند تخالف الأهواء (٣) |
نقلت من أخبار أبي العتاهية في كتاب المستنير للمرزباني : أخبرني محمد بن يحيى قال : حدثنا عون بن محمد الكندي قال : حدثني محمد بن النضر كاتب غسان بن عباد قال : أخرجت رسولا إلى عبد الله بن طاهر ، وهو يريد مصر ، فنزلت على العتابي ، وكان لي صديقا ، فقال : أنشدني لشاعر العراق ، يعني أبا نواس ، وكان قد مات ، فأنشدته ما أحفظ من ملحه ، وقلت له : ظننتك تقول أنشدني لأبي العتاهية؟ فقال : لو أردت هذا لقلت : أنشدني لأشعر الناس ، ولم أقتصر على العراق.
__________________
(١) ليست في ديوانه.
(٢) ليست في ديوانه.
(٣) ليست في ديوانه.