ونقلت من كتاب المستنير (١) في أخبار الشعراء تأليف أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا محمد بن أبي العتاهية الملقب بعتاهية قال : اسم أبي اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان ، وكنيته أبو اسحاق ، وهو مولى لعباد ابن رفاعة العنزي ، وكان كيسان جده من أهل عين التمر.
قال المرزباني : وحدثني علي بن هارون قال : أخبرني أبي قال : أبو العتاهية اسمه اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة ، يقال مولى لعطاء بن محجن العنزي ، أحد بني نصر بن سعد بن حبّان ، ويقال اسمه ابراهيم بن اسحاق ويكنى أبا اسحاق.
قال : وذكر عافية بن شبيب عن علي بن بريد أن أبا العتاهية اسمه اسماعيل ابن ابراهيم ، وكان جرارا من أهل الكوفة يبيع الخزف.
وقال المرزباني : حدثني محمد بن ابراهيم قال : أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال : كان سبب اسم أبي حي ، سمي اسماعيل أن أحد عمومته كان اسمه اسماعيل ، وعمومته أربعة : محمد ، واسماعيل ، وعبد الرحمن ، وحسان بنو سويد بن كيسان ، وكان يقال انه من عنزة ، وكان كيسان في وقت دخول خالد بن الوليد الكوفة صبيا صغيرا يتيما من أبويه جميعا ، فكفله قرابة له ، ولم يكن محمد ابنه يخبر من أمره أكثر من هذه الجملة.
قال : فدخل خالد الناحية ، وكيسان صغير يتيم ، فوقع في يد (١٤٧ ـ و) خالد مع عدة من الصبيان ، فوجه بهم الى أبي بكر الصديق ، وكان عباد بن رفاعة العنزي ، أحد بني نصر بن سعد ، وهم بطن من بني يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة ابن نزار حاضرا لأبي بكر وقت موافاته بالصبية ، فلما سائلهم أبو بكر عن أنسابهم خبره كل واحد منهم بمبلغ معرفته بنسبه ، ووقع في أذن عباد بن رفاعة من كيسان ذكر عنزة ، فسأل أبا بكر هبته له ، فأجابه الى ذلك بعد أن كان كيسان قد حصل لأبي بكر خالصا لنفسه ، وكيسان لقب غلب عليه في قطنه (٢) ، لكيسه وتوقده في حال
__________________
(١) لم استطع الوقوف عليه ويبدو انه بحكم المفقود.
(٢) أي أيام عبوديته.