ولوددت أني سمعت منه ، وإنما أراد فيما يرويه من النوادر والشعر والحكايات ، لا من الحديث ، وأنا أستغفر الله تعالى من إيراد هذا ومثله.
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال : أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن (٢٤٥ ـ ظ) أسعد بن بوش قال : أخبرنا أبو العز بن كادش قال : أخبرنا أبو علي الجازري قال : أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال : حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : حدثنا أبو الفضل الربعي قال : حدثني اسحاق بن إبراهيم الموصلي قال : قال لي علي بن هشام : قد عزمت على الصبوح فاغد علي ، فعاقني عائق فشغلني عن البكور إليه ، فجئت في وقت الظهر وعنده مخارق ، فقال لي : يا اسحاق أين كنت؟ فقلت : شغلني أعز الله الأمير ما لم أجد من القيام به بدا ، ثم دعي لي بطعام وجلسنا على شرابنا ، فغنى مخارق صوتا من الطويل بشعر المؤمل ، والغناء لأبي سعيد مولى فايد وهو :
وقد لامني في حب مكنونة التي |
|
أهيم بها أهل الصفاء فأكثروا |
يقولون لي مهلا وصبرا فلم أجد |
|
جوابا سوى أن قلت كيف التصبّر |
أأصبر عن نفسي وقد حيل دونها |
|
وواقعني منها الذي كنت أحذر |
وفرّق صرف الدهر بيني وبينها |
|
فكيف تقرّ العين أم كيف تحبر |
فأخطأ فيه فقلت : أخطأت ويلك ، ثم غنى صوتا من البسيط شعره لحميد بن ثور والغناء للهذلي وهو :
يا موقد النار بالعلياء من أضم |
|
قد هجت لي سقما يا موقد النار |
يا ربّ نار هدتني وهو موقدة |
|
بالندّ والعنبر الهندي والغار |
تشبّها إذ خبت أيد مخضبة |
|
من ثيبات مصونات وأبكار |
(٢٤٦ ـ و)
فلو تهن ولم تبرحن شاخصة |
|
ينظرن من أين يأتي الطارق الساري (١) |
__________________
(١) ليست في ديوانه المطبوع.