البساسيري وحمله الى الحديثة ، وهو في السجن ، فعمل هذا الدعاء ، وسلمه الى بدوي وأمره أن يعلقه على الكعبة : الى الله العظيم ، من عبدك المسكين ، اللهم إنك العالم بالسرائر والمحيط بمكنونات الضمائر ، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي بما أنا فيه ، عبد من عبيدك قد كفر بنعمتك وما شكرها ، وألقى العواقب وما ذكرها ، أطغاه حلمك ، وتجبّر بأناتك ، حتى تعدى علينا بغيا ، وأساء إلينا عتوا وعدوانا.
اللهم قل الناصرون لنا ، واعتز الظالم ، وأنت المطلع العالم ، والمنصف الحاكم ، بك نعتز عليه ، وإليك نهرب بين يديه ، فقد تعزز علينا بالمخلوقين ونحن نعتز بك يا رب العالمين.
اللهم إنا حاكمناه إليك ، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك ، وقد رفعت ظلامتي الى حرمك ووثقت في كشفها بكرمك ، فاحكم بيني وبينه ، وأنت خير الحاكمين ، وأرنا منه ما نرتجيه ، فقد أخذته العزة بالاثم.
اللهم فاسلبه عزه ومكنا بقدرتك من ناصيته يا أرحم الراحمين.
فحملها البدوي وعلقت (٢٠٣ ـ و) على الكعبة ، فحسب ذلك اليوم ، فوجد أن البساسيري قتل وجيء برأسه بعد سبعة أيام من التاريخ.
نقلت من كتاب الربيع تأليف غرس النعمة محمد بن هلال الصابئ ، وأنبأنا به عبد اللطيف بن يوسف عن أبي الفتح بن البطي قال : أنبأنا أبو عبد الله الحميدي عنه قال : حدثني المسعود بن أبي المعالي الفضل ، وكان أحد حجاب البساسيري ، في المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة بالرحبة ، وقد خرجت إليها خوفا من جريرة فعل البساسيري بالقائم بأمر الله ، قال : رأيت في منامي في ذي الحجة كأن البساسيري جالسا في داره وأنا قائم على رأسه إذ دخل عليه غلامان بثياب حسان ، فنهض إليهما وخدمهما وقبل أيديهما وأرجلهما ، وجلس بين أيديهما ، فقالا له : يا هذا قصدت البصرة فعضدناك ، والأنبار فأعناك ، وسنجار فساعدناك ، والموصل فقويناك ، وبغداد فنصرناك ، وقالا بأيديهما يضمانها ويبسطانها ما معناه ، فما آخر ذاك ،