علمائهم ، وهو أول من خلص صناعة البرهان من سائر الصناعات المنطقية وصوّرها بالأشكال الثلاثة ، وجعلها آلة للعلوم النظرية ، حتى لقب بصاحب المنطق.
وله في جميع العلوم الفلسفية كتب شريفة كلية وجزئية ، فالجزئية رسائله التي يتعلم منها معنى واحد فقط ، والكلية بعضها تذاكير يتذكر بها ، وبقوتها ما قد علم من عمله وهي السبعون كتابا التي وضعها لأوقارس ، وبعضها تعاليم يتعلم منها ثلاثة أشياء : آخرها علوم الفلسفة ، والثانية أعمال الفلسفة ، والثالثة الآلة المستعملة في علم الفلسفة وغيره من العلوم ، والكتب التي في علوم الفلسفة بعضها في العلوم التعليمية وبعضها في العلوم الطبيعية ، وبعضها في العلوم الإلهية ، وأما الكتب التي في العلوم (١٩٤ ـ و) التعليمية فكتابه في المناظر ، وكتابه في الخطوط ، وكتابه في الحيل ، وأما الكتب التي في العلوم الطبيعية فمنها ما يتعلم منه الأمور التي تخص كل واحد من الطبائع ، فالأمور التي يتعلم منها الأمور التي تعم جميع الطبائع وهو كتابه المسمى «بسمع الكيان» ، فهذا الكتاب يعرف بعدد المبادئ لجميع الأشياء الطبيعية ، وبالأشياء التوالي للمبادئ ، وبالأشياء المشاكلة للتوالي ، فأما المبادئ : فالعنصر والصورة ، وأما التي كالمبادئ وليست مبادئ بالحقيقة بل بالتقريب والعدم ، وأما التوالي فالزمان ، وأما المشاكلة للتوالي : فالخلاء ، والملاء ، وما لا نهاية له ، وأما التي يتعلم منها الأمور الخاصة لكل واحد من الطبائع ، فبعضها في الأشياء التي لا كون لها وبعضها في الأشياء المكونة ، وأما في الأشياء التي لا كون لها فالأشياء التي تتعلم من المقالتين الأوليين من كتاب السماء والعالم ، وأما التي في الأشياء المكونة فبعض علمها عامي ، وبعضها خاصي ، فالعامي بعضه في الاستحالات ، وبعضه في الحركات ، أما الاستحالات ففي كتاب الكون والفساد ، وأما الحركات ففي المقالتين الأخرتين من كتاب السماء والعالم ، وأما الخاصي فبعضه في البسائط وبعضه في المركبات ، وأما الذي في البسائط ففي كتاب الآثار العلوية ، وأما الذي في المركبات فبعضه (١٩٤ ـ ظ) في وصف كليات الأشياء المركبة ، أما الذي في وصف كليات المركبات في كتاب الحيوان وفي كتاب النبات ، وأما الذي في وصف أجزاء المركبات ففي كتاب النفس ، وفي كتاب الحس والمحسوس ، وفي كتاب الصحة والسقم ، وفي كتاب الشباب والهرم ، وأما