قرأت بخط أبي نصر محمد بن فتوح الحميدي ، وأنبأنا به ابن المقير عن أبي الفتح البطي عنه : أرسطاطاليس تلميذ أفلاطون ، وأفلاطون تلميذ سقراط (١٩٣ ـ و) وسقراط تلميذ أرسيلاس ، وأرسيلاس تلميذ انكساغورس.
أخبرنا الشيخ العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد المقرئ قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، ح.
قال أبو منصور : وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب قال : أخبرنا أبو بكر بن الجراح الخزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن دريد قال : قيل لأرسطاطاليس : ما أعسر الأشياء على الإنسان؟ قال : السكوت ، وقيل له : ما أحسن الحيوان؟ قال : الإنسان المزين بالأدب ، وقيل له : أي الأشياء ينبغي أن يقتنيها العاقل؟ قال : الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه.
وقال ابن دريد : كانت لأرسطاطاليس ضيعة نفيسة ، فدفعها إلى قيّم يقوم بها ، ولم يكن يشرف عليها ، فقال بعض الناس له : لم تفعل ذلك؟ فقال : إني لم أقتن ضيعة بتعاهدي الضياع وإنما اقتنيتها بتعاهدي أدب نفسي ، وبذلك أرجو اتخاذ ضياع أخر.
قال : وقال أرسطاطاليس : العقل سبب رداءة العيش.
وقرأت في كتاب التعريف في أحوال الحكماء تأليف القاضي الإمام أبي القاسم (١٩٣ ـ ظ) صاعد بن أحمد بن صاعد اللغوي المالقي الأندلسي فصلا في ذكر أرسطاطاليس ، أذكره على وجهه ، فإن فيه ذكر أحواله على التحقيق ، قال أبو القاسم : وأما أرسطاطاليس فهو ابن ينقوماخوش الجهراشي الفيثاغوري ، وكان ينقوماخوش فيثاغوري المذهب ، وله تأليف مشهور في الأرثماطيقي ، وكان ابنه أرسطوطاليس تلميذ افلاطون ، ويقال أنه لازمه عشرين سنة ، وكان افلاطون يؤثره على سائر تلاميذه ، ويسميه العقل.
وإلى أرسطوطاليس انتهت فلسفة اليونانيين وهو خاتمة حكمائهم ، وسيد