أرجون
أرجون بن أولغ طرخان التركي :
قلده أبو أحمد الموفق في أيام المعتمد ، وهو الغالب على دولته ، طرسوس ، وأمره أن يقبض على سيماء الطويل ، فخرق هذا وجهل ، وذلك أن المرتّبين بلؤلؤة أبطأ (١) عنهم أرزاقهم وميرتهم ، فضجوا من ذلك وضاقوا به ذرعا ، وكتبوا إلى أهل طرسوس : إنكم إن لم تبعثوا إلينا بما نحتاج إليه على الرسم والا سلمنا لؤلؤة والقلعة الى الروم ، فأعظم ذلك أهل طرسوس وأكبروه ، وجمعوا فيما بينهم خمسة عشر ألف دينار ، وعزموا على (١٩٢ ـ ظ) حملها إليهم ، فقال لهم أرجون : أنا أولى بأن أتولى حمله إليهم ، فسلموا المال إليه ، فأخذه لنفسه ، فلما أبطأ عن أهل لؤلؤة ما طلبوا سلموا القلعة إلى الروم ، ونزلوا عنها ، فقامت على أهل طرسوس من أجل ذلك القيامة ، وضجوا في الطرقات بالدعاء على أرجون ، واتصل الخبر بالسلطان ، فكتب إلى أحمد بن طولون وقلده إياها ضرورة ، ولم يكن لأبي أحمد حيلة في منعه منها ، وذلك في سنة أربع وستين ومائتين.
أرسطو بن ينقوماخوش :
وهو أرسطاطاليس الحكيم ـ وقيل فيه أرسطوطاليس ـ بن الحكيم الفيثاغوري ، وكان تلميذ افلاطون الحكيم ، وكان افلاطون يقدمه على غيره من تلاميذه ، وبه ختمت حكمه اليونانيين.
وكان قد صحب الاسكندر ، وقدم حلب صحبته حين وصل إليها لقتال دارا الملك فلما رأى حلب وصحة هوائها وتربتها استأذن الاسكندر في الإقامة بها لمداواة مرض كان به ، فأذن له في ذلك ، فأقام بها الى أن زال ذلك المرض ، وقد ذكرنا ذلك في صدر كتابنا هذا.
وذكر أبو الحسن علي بن الحسن المسعودي أن تفسير أرسطاطاليس : تام الفضيلة ، وتفسير ينقوماخوش : قاهر الخصم (٢).
__________________
(١) كذا بالأصل والأحسن «أبطأت».
(٢) انظر التنبيه والاشراف : ١٠٠.