تروع حصاه حالية العذارى |
|
فتلمس جانب العقد النظيم |
(١٥٦ ـ و)
يصد الشمس أنّى واجهتنا |
|
فيحجبها ويأذن للنّسيم |
وبلغني أن المنازي عمل هذه الأبيات ليعرضها على أبي العلاء بن سليمان إذا وصل إليه وقد عزم على قصد المعرة لزيارة أبي العلاء ، فلما اجتمع بأبي العلاء وذاكره أنشده هذه الأبيات فجعل المنازي كلما أنشده المصراع الأول من كل بيت سبقه أبو العلاء إلى تمام البيت كما نظمه ، ولما أنشده قوله : نزلنا دوحه فحنا علينا .. قال أبو العلاء : حنو الوالدات على الفطيم ، فقال المنازي : إنما قلت : حنو الوالدات على اليتيم ، فقال أبو العلاء : الفطيم أحسن.
قرأت بخط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي على ظهر كتاب وقع إليّ بحرّان : للمنازي الاستاذ أبي نصر أحمد بن يوسف في ولده أبي الوفاء عند وفاته بحلب وما كان له ولد غيره ، وكان أحسن الناس صورة وأدبا ، فلم ير أصبر منه على الرزية به :
أطاقت يد الموت انتزاعك من يدي |
|
ولم يطق الموت انتزاعك من صدري |
لئن كنت مبثوث المحاسن في الحشا |
|
فإنك ممحوّ المحاسن في القبر |
فلا وصل إلّا بين عينيّ والبكا |
|
ولا هجر إلّا بين قلبي والصبر |
ووقع إلى بعد ذلك بيت بعد البيت الثاني وهو :
رجوتك طفلا فوق ما يرتجي الفتى |
|
كذاك هلال الشهر أرجى من البدر |
ونقلت من خط الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي (١٥٦ ـ ظ) رحمه الله على ظهر كتاب وجدته بآمد في خزانة الكتب بجامع آمد حرسه الله ، وقد دخلت إليها في يوم الخميس لثمان بقين من صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، كتابا فيه قطعة من رسائل أبي الفضل ابن العميد ، وعليه مكتوب بخط أبي القاسم الحسين بن علي المغربي ، وقال أبو نصر المنازي