وإني ليحييني على بعد داره |
|
نسيم نعاماه ولو حملت تربا |
ومن شيمتي أن استمد (١) له الصّبا |
|
وأستسيغ النعمى واستمطر السحبا |
وأعمّر من ذكراه كلّ مفازة |
|
وألهي بعلياه الركائب والرّكبا |
وأذكره بالصيف إن جاء طارقا |
|
وبالطيف إن أسرى وبالسّيف إن هبا |
وبالبدر إن أوفى وبالليث إن سطا |
|
وبالغيث إن أروى وبالبحر إن عبا |
وأشتاق أياما تقضّت كأنما |
|
أسرت عن الأيام أو أدركت غصبا |
(١٥٥ ـ ظ)
نحن حنين البعد والشمل جامع |
|
ونزداد حبا كلما لم نزر غبا |
إخاء تعالى أن يكون أخوّة |
|
وقربى وداد لا تقاس إلى قربى |
أنشدني بعض البغداديين لأبي نصر المنازي يخاطب أبا العلاء بن سليمان ببغداد حين قدمها أبو العلاء وقد فاوضه في شيء فأعجبه كلامه.
لله لؤلؤ ألفاظ تساقطها |
|
لو كنّ للغيد ما استأنسن بالعطل |
ومن عيون معان لو كحلن بها |
|
نجل العيون لأغناها عن الكحل |
سحر من اللفظ لو دارت سلافته |
|
على الزمان تمشّي مشية الثمل |
قال : فقال له أبو العلاء ادن مني فإني أشم منك ريح السعادة ، فقدر الله تعالى له أن وزر بعد ذلك للمروانية.
قرأت بخط الفقيه نصر بن الفقيه معدان بن كثير البالسي للمنازي أيضا ، وقد وصل الشام واجتاز بوادي بزاعا ، وأنشدني البيتين الأولين ، أو الأبيات جميعها الشريف محي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله الهاشمي الحلبي بحرّان وذكر أنه سمعها من عبد القاهر بن علوي المعري ، قاضي معرة مصرين للمنازي.
وقانا لفحة الرمضاء واد |
|
غذاه مضاعف الظلّ العمم |
حللنا دوحه فحنا علينا |
|
حنّو الوالدات على اليتيم |
وأرشفنا على ظمأ زلالا |
|
ألذ من المدامة للنديم |
__________________
(١) كتب ابن العديم في الحاشية : خ : استهب.