لو أن أعمالي محمودة |
|
لقلت حوطي بي وأعني بي |
قال : وأبان عن تعظيم الله سبحانه واعتقاده الصحيح فيه فقال :
ترتاح في الصيف الى أشهر |
|
القرّ وفي مشتاك للصيف |
فخف إلها عز سلطانه |
|
وجل عن أين وعن كيف |
وعلم الناس محاسن الأخلاق فقال :
والرزق مقسوم فياسر ولا |
|
تطلبه بالرمح والسيف |
وكن لما تملكه باذلا |
|
ولا تهاون بقرى الضيف |
فاز امرؤ أنصف في دهره |
|
وخاب من مال الى الحيف |
سمعت العماد ساطع بن عبد الرزاق بن المحسن بن أبي حصين المعري يقول : بلغني أن الناس لما أكثروا القول في الشيخ أبي العلاء بن سليمان ورموه بما (١٦٨ ظ) رموه به من الإلحاد ، سير صاحب حلب قصدا لأذاه ، فلما جاءه الرسول بات على عزم أن يأخذوه بكرة اليوم الآتي ، فبات الشيخ أبو العلاء تلك الليلة في محرابه يدعو الله ويذكره ، ويسأله أن يكفيه شره ، وقال لبعض أصحابه أرقب النجم الفلاني فما زال يرقبه الى أن أخبره بأنه غاب ، والشيخ يدعو مستقبلا القبلة. فلما أصبح جاءه الرسول فقال له أبو العلاء : امض فقد قضي الأمر ، فقال : وما ذاك؟ قال : إن صاحبك مات ، قال : تركته وهو في عافية ، قال : إنه قد مات الليلة ، فعاد فوجد الأمر كما ذكر ، وذاك أنه سقط بيت كان به ، وتقصفت الأخشاب فمات ، هذا معنى ما ذكره لي أو قريب منه (١).
__________________
(١) كان المعري معاصرا لحكم الدولة المرداسية ، وقد درست تاريخ حكم هذه الدولة بشكل مفصل فلم أقف على خبر موت واحد من الامراء المرداسيين كما جاء بهذه الرواية ، كما لم تتحدث المصادر عن علاقة بين المرداسيين وأبي العلاء سوى اللقاء بينه وبين صالح بن مرداس الذي سيأتي الحديث عنه.