وقرأت في بعض ما علقته (٢٥ ـ ظ) من الفوائد أن كسرى بنى الرومية بالمدائن وهي باذبجان خسره ، وتفسيرها خير من أنطاكية.
وهذا الذي ذكره ابن الفقيه أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني من أنهم لم ينكروا من منازلهم ، وأن الرجل الإسكاف لم ير شجرة الفرصاد على بابه فتحير ساعة ثم دخل ، بعيد جدا ، بل هو من المستحيلات ، لأن أبنية أنطاكية بالحجر ، وبناء هذه المدينة بالآجر ، بل يحتمل أنه شبهها بها في المنازل والشوارع ، فدخل كل واحد إلى ما يشبه منزله ، لا أن الإسكاف أنكر الموضع لأنه لم ير شجرة الفرصاد (١).
وذكر أبو عبد الله حمزه بن الحسن الأصبهاني في كتاب تواريخ الأمم : كسرى أنوشروان بن قباذ ، قال : وبنى عدة مدن ، منها مدينة دخلت في عداد مدن المدائن السبع ، وسماها به أربذيو خسره ومعنى به أربذيو خسره ، أي خير من أنطاكية وقال : أربذيو اسم (٢) لمدينة أنطاكية ، وبه اسم للخير.
وقع إلي قصيدة من نظم أبي عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي مزدوجة وسمها بقصيدة الأعلام يذكر فيها خروجه من طرسوس سنة ثمان وثلاثمائة ، ويصف فيها المنازل التي نزلها فذكر أنطاكية وفضلها ، وفسر الأبيات ، والنسخة نسخة عتيقة جدا. قال فيها :
ثم وردنا غدوة أنطاكية |
|
وأهلها في خيرها مواسيه |
أهل عفاف وأمور عالية |
|
أخلاقهم قدما عليها جارية |
مدينة ميمونة مذ لم تزل |
|
النصف في السهل ونصف في الجبل |
والبق لا يدخلها ويتّصل |
|
لكن بها فأر عظيم كالورل |
__________________
(١) كتب ابن العديم في الحاشية : بلغ قراءة على عبد الرحمن.
(٢) في الاصل اسم لمدينة ، وهو تكرار ـ ربما حدث سهوا ، انظر ص ٥١ من تاريخ سني ملوك الارض والانبياء ، لحمزة بن الحسن الاصبهاني. ط. دار الحياة بيروت.