عدنا إلى كلام العزيزي قال : وحلب من أجل المدن وأنفسها ، ولها من الكور والضياع ما يجمع سائر الغلات النفسية ، وكان بلد معرّة مصرين (١) إلى جبل السماق بلد التين والزبيب والفستق والسماق ، وحبة الخضراء (١٠ ـ ظ) يخرج عن الحد في الرخص ، ويحمل إلى مصر والعراق ، ويجهز إلى كل بلد ، وبلد الأثارب (٢) والأرتاح إلى نحو جبل السماق أيضا ، مثل بلد فلسطين في كثرة الزيتون.
ولها ارتفاع جليل من الزيت ، وهو زيت العراق ، يحمل إلى الرقّة إلى الماء ، ماء الفرات ، إلى كل بلد ، وقد اختل ذلك ونهكه الروم.
فأما خلق أهلها ، فهم أحسن الناس وجوها وأجساما ، والأغلب على ألوانهم الدرية والحمرة والسمرة ، وعيونهم سود وشهل ، وهم من أحسن الناس أخلاقا وأتمهم قامة وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما ، إلّا من تخصص منهم ، وقبلتهم موافقة لقبلة أهل الشام (٣).
يشير بقوله : وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما ؛ إلى مذهب أهل السنة وكذلك كان
مذاهب أهل حلب ، حتى هجمها الروم في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، وقتلوا معظم أهلها ، فنقل إليها سيف الدولة من حرّان جماعة من الشيعة مثل الشريف أبي إبراهيم العلوي وغيره ، وكان سيف الدولة يتشيع ، فغلب على أهل حلب التشيع لذلك.
وقوله : وفي وسطها قلعة على جبل وسط المدينة ، ليس كذلك ، بل القلعة في
__________________
(١) يرسم الآن بوصل التاء بالميم «معر تمصرين» ، وهي الان مركز ناحية من نواحي محافظة ادلب في سورية ، ويصلها بادلب طريق ترابي طوله «١٠» كم.
انظر التقسيمات الادارية ، ٢٥٠.
(٢) تعرف الآن باسم أتارب ، وبصلها بحلب طريق مزفت طوله ٢٩ كم. انظر التقسيمات الادارية ، ٣١٢.
(٣) لم يتم العثور بعد على نسخة من كتاب المهلبي.