قنّسرين ، وتجيئهم مادة الموالي ، قال : قلت وما مادة الموالي يا رسول الله؟ قال : هم عتاقتكم ، وهم منكم قوم يجيئون من قبل فارس فيقولون : تعصبتم يا معشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين ، أو تجتمع كلمتكم ، فتقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم الى المعنق ، وينزل المسلمون على نهر يقال كذا وكذا ، والمشركون على نهر يقال له الرقية ، وهو النهر الاسود ، فيقاتلونهم ، فيرفع نصره عن العسكرين وينزل صبره عليهما ، حتى يقتل من المسلمين ثلث ، ويفر ثلث ويبقى الثلث ، فأما الذين يقتلون فشهيدهم كشهيد عشرة من شهداء بدر ، يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين ، وشهيد الملاحم يشفع لسبعمائة ، وأما الثلث الذين يفرون فإنهم يفترقون ثلاثة أثلاث ، ثلث يلحقون بالروم يقولون لو كان لله بهذا الدين من حاجة لنصرهم ، وهم مسلمة العرب بهراء وتنوخ وطيء وسليح ، وثلث يقولون منازل آبائنا وأجدادنا ، وحيث لا ينالنا الروم أبدا ، مرّوا بنا مرّوا بنا إلى البدو ، وهم الأعراب ، وثلث يقولون : ان كل شيء كاسمه ، وأرض الشام كاسمها الشؤم ، فسيروا إلى أرض العراق واليمن والحجاز حيث تخاف الروم ، وأما الثلث الباقي فيمضي بعضهم إلى بعض يقولون : الله الله (٢٠٧ ـ و) دعوا عنكم العصبية ، ولتجتمع كلمتكم ، وقاتلوا عدوكم فإنكم لن تنصروا ما تعصبتم ، فيجتمعون جميعا ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا باخوانهم الذين قتلوا ، فاذا أبصر الروم الى من تحول إليهم ، ومن قتل ، ورأوا قلة المسلمين قام رومي بين الصفين ومعه بند في أعلاه صليب ، فيقول : غلب الصليب غلب الصليب ، فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين ومعه بند فينادي : بل غلب أنصار الله وأولياؤه ، فيغضب الله على الذين كفروا من قولهم : «غلب الصليب» ، فيقول : يا جبريل أغث عبادي ، فينحدر في مائة ألف من الملائكة ، ويقول : يا ميكائيل أغث عبادي ، فينحدر في مائتي ألف من الملائكة ، ثم يقول : يا إسرافيل أغث عبادي ، فينحدر إسرافيل في ثلاثمائة ألف من الملائكة ، وينزل الله نصره على المؤمنين ، وينزل بأسه على الكفار فيقتلون