ويهزمون ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية ، وعلى سورها خلق كثير يقولون : ما رأينا شيئا أكثر من الروم كم قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة ، فيقولون : آمنونا على أن نؤدي اليكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية ، وتجتمع اليهم أطرافهم فيقولون : يا معشر العرب ان الدجال قد خالفكم إلى ذراريكم ، والخبر باطل ، فمن كان فيهم منكم فلا يلقين شيئا مما معه ، فإنه قوة لكم على ما بقي (٢٠٧ ـ ظ) فيخرجون فيجدون الخبر باطلا ، وتثب الروم على من بقي في بلادهم فيقتلونهم حتى لا يبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلّا قتل ، فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضبا لله فيقتلون مقاتلتهم ويسبون الذراري ، ويجمعون الاموال ، لا ينزلون على مدينة ولا على حصن فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم ، وينزلون على الخليج ، ويمد الخليج حتى يفيض فيصبح أهل قسطنطينية يقولون : الصليب مدّ لنا بحرنا ، والمسيح ناصرنا فيصبحون والخليج يابس ، فتضرب فيه الأخبية ويحسر البحر عن القسطنطينية ، ويحوط المسلمون ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم ولا جالس ، فإذا طلع الفجر كبرّ المسلمون تكبيرة واحدة ، فيسقط ما بين البرجين فيقول الروم : إنما كنا نقاتل العرب فالآن نقاتل ربنا وقد هدم لهم مدينتنا وخربها لهم فيمكنون بأيديهم ، ويكيلون الذهب بالأترسه ، ويقسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء ، ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال حقا ، ويفتح الله القسطنطينية على يدي أقوام هم أولياء الله ، ويرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم ، فيقاتلون معه الدجال (١).
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي مريم : وأخبرني عمرو بن (٢٠٨ ـ و) قيس عن أبي بحيرة قال : لتسيرن الروم حتى ينزلوا دير بهراء حتى
__________________
(١) الفتن نسخة لندن ١١٥ ظ ـ ١١٧ و؛ نسخة استانبول ٦٣ ـ و٦٤ و.