وقال : أخبرنا أبو عبد الله نعيم بن حماد المروزي قال : حدثنا أبو عمر صاحب لنا من أهل البصرة قال : حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث الهمداني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم ، ثم ان الروم يغزون مع المسلمين فارس ، فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم فتقول الروم : قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم ، فيقاسمونهم الاموال (٢٠٦ ـ و) وذراري المشركين ، فتقول الروم : قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم ، فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبدا ، فيقولون : غدرتم ، فترجع الروم الى صاحبهم بالقسطنطينية ، فيقولون : ان العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عددا وأتم منهم عده وأشد منهم قوة فأمدنا نقاتلهم ، فيقول : ما كنت لأغدربهم وقد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا ، فيأتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيوجه بثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا في البحر ، ويقول لهم صاحبهم : اذا أرسيتم بسواحل الشام فحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم فيفعلون ذلك ، ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمعنق ويخربون بيت المقدس.
قال : فقال ابن مسعود : وكم تسع دمشق من المسلمين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لتتسعن على من يأتها من المسلمين كما تتسع الرحم على الولد ، قال : قلت : وما المعنق يا نبي الله؟ قال : جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط ، فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعنق والمسلمون على الأرنط يقاتلونهم صباحا ومساء ، فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية ، وجّه في البر إلى قنّسرين ثلاثمائة ألف حتى تجيئهم مادة اليمن سبعون ألفا ، ألّف الله قلوبهم بالإيمان ، فيهم أربعون ألفا من حمير حتى يأتوا بيت المقدس (٢٠٦ ـ ظ) فيقاتلون الروم ، فيهزمونهم ، يخرجونهم من جند إلى جند حتى يأتوا