لفظ البشر الذي هو الاستبشار ، قال عمارة بن عقيل : البشر هو عاجنة الرحوب متصل بها ، وسمي البشر برجل من النّمر بن قاسط ، كان يخفر السابلة يسمى بشرا ، يقطعه من يريد الشام من أرض العراق بين مهب الصبا والدبور ، معترضا بينهما يفرغ سيوله في عاجنة الرحوب ، وبينهما فرسخ ، والبشر في قبلة عاجنة الرحوب ، وبين عاجنة الرحوب وبين رصافة دمشق ثلاثة فراسخ ، وفي البشر قتل الجحاف بن حكيم بني تغلب ، فهو يوم البشر ، ويوم الرحوب ، ويوم مخاشن ، وهو جبل إلى جنب البشر ، ويوم مرج السلوطح لأنه بالرحوب ، والرحوب منقع ماء الأمطار ، ثم تحمله الأودية فيصب في الفرات. وقال أبو غسان : البشر دون الرقة على مسيرة يوم منها ، فهذا بشر آخر. قال الأخطل :
سمونا بعرنين أشمّ وعارض |
|
لنمنع ما بين العراق إلى البشر |
وقال أيضا في إيقاع الجحاف بهم :
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة |
|
إلى الله منها المشتكى والمعوّل (١) |
قلت : قوله : «فهذا بشر آخر» غلط منه لأن الرصافة من الرقة تكون بمقدار يوم وزيادة يسيرة ، وهي غربي الرقة وقبليها ، وطرف جبل البشر ينتهي إلى الفرات ، فيقرب من الرقة من هذا الطرف ، وبينه وبين الرصافة ثلاثة فراسخ في وسطه (١٧٢ ـ و) فظن أبو عبيد البكري أن ثم بشرا آخر لقول عمارة بن عقيل أن بينه وبين رصافة دمشق ثلاثة فراسخ ، وقال أبو غسان : البشر دون الرقة على مسيرة يوم منها ، فظن أبو عبيد البكري أن الرصافة عند دمشق ، ولم يعلم أنها من أرض قنّسرين ، لبعده عن بلاد الشام ، لأنه مغربي لا خبرة له ببلاد الشام ، وإنما نسب الرصافة إلى دمشق لنزول هشام بن عبد الملك فيها وهو خليفة ، وكان كرسي ملكه بدمشق ،
__________________
(١) معجم ما استعجم ، مادة بشر ، ١ / ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، ديوان الاخطل ١٣٤ ، ١٠