ذكر الجبل الأعلى
وهو جبل عال يتصل بجبل سمعان من جهة الشمال ، وبجبل السماق من قبليه (١٦٦ ـ ظ) ومن غربي هذا الجبل أرمناز (١) وكورتها ، ومن شرقيه الحفة والجزر ، وفيه من العمائر وبناء الروم آثار تروق الطرف ، وتبسط النفس ، وهو كثير الاشجار من التين والزيتون والرمان والجوز والسماق ، وفيه قرى فيها أعين ماء ، وكذلك القرى التي في لحف هذا الجبل ، وتحف به من جوانبه الاربع.
وقرأت بخط حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان الأثاربي من أجزاء من شعره ، سيرها إليّ القاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب صديقنا رحمه الله ، فنقلت منه أبياتا كتبها بعد خروجه من معربونية ، وهي قرية كانت ملكه في جانب هذا الجبل ، الى جيرانه بها وهي:
أسكان عرشين القصور عليكم |
|
سلامي ما هبت صبا وقبول |
ألا هل إلى حثّ المطابا اليكم |
|
وشمّ خزامى حربنوش سبيل (٢) |
وهل غفلات العيش في دير مرقش |
|
تعود وظلّ اللهو فيه ظليل |
إذا ذكرت لذّاتها النفس عندكم |
|
تلاقى عليها زفرة وعويل |
بلاد بها أمسى الهوى غير أنني |
|
أميل مع الأقدار حيث تميل |
__________________
(١) هي الان من قرى محافظة ادلب ، ويصلها بها طريق مزفت طوله ٢٥ كه ، التقسيمات الادارية ، ٢٧٠.
(٢) انظر ياقوت ، معجم البلدان ، مادة دير مرقص ، وحربنوش ومعربونية ـ تعرف الان باسم معربونة ـ من قرى محافظة أدلب وتبعدان عنها مسافة ١٩ كم ، التقسيمات الادارية ، ٢٥.