ذكر جبل السماق
وهو جبل يشتمل على جبال وقرى من أنزه البقاع وأعجبها ، وأحسن الاماكن وأطيبها ، وفيه من الابنية الرومية والآثار والفواكه الحسنة ، والثمار ما يتجاوز الوصف ، ويسر النفس ، ويقر الطرف ، ويزرع في أرضه (١٦٧ ـ و) القطاني كلها ، والقثاء والحبوب ، فتأتي على أكمل ما يكون في الاراضي التي تسقى بالماء ، وكذلك أشجاره فانها قدعمت الجبال والبقاع والاودية والتلاع ، من التين والعنب ، والفستق واللوز والجوز ، والتفاح والمشمش والكمثرى ، والسماق ، وإنما عرف بجبل السماق لكثرته فيه ، وسماقه أجود من غيره.
وقراه قرى نزهة عامرة ، وفي بعضها ماء نبع وعيون وأكثرها من ماء المطر وفي قراها قرية يقال لها إصطمك فيها مصنع عظيم للماء من بناء الروم ، مبني بالحجر الهرقلي على قناطر كثيرة محكمة البناء ، وهو من عجائب العمائر.
وقراه قرى نزهة عامرة ، وفي بعضها ماء الروم ، مبني بالحجر الهرقلي على قناطر كثيرة محكمة البناء ، وهو من عجائب العمائر.
والغالب من أهل هذا الجبل أسديون من بني كاهل ، ومذاهب عامتهم في زمننا هذا مذهب الإسماعيلية النزارية.
وكان أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أبو الفضل قد قدم الشام ، ونزل بجبل السماق ، فاستطاب ماءه ، واستلذ هواءه ، وأعجب به اعجابا كثيرا ، ورحل عنه فقال :
يا جبل السماق سقيا لكا |
|
ما فعل الظبي الذي حلكا |
فارقت أطلالك لا أنه |
|
قلاك قلبي لا ولا ملكا |