فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يرحم الله قس بن ساعدة».
فقد صرح في هذا الخبر بقوله : بجبل في ناحيتنا يقال له سمعان ، وفي الشعر ألم تعلما أني بسمعان مفرد .........
ويجوز أن يكون الجبل في الأصل منسوبا الى سمعان ، ثم غلب الاسم على الجبل ، كما سمي جبل البشر باسم رجل يقال له البشر ، ثم غلب على الجبل ، ومثل هذا كثير في كلام العرب ، وفي هذا الجبل قرية يقال لها روحين ، وفي أرضها مشهد حسن يقال له مشهد روحين ، وفيه قبور ثلاثة ، قيل ان أحد القبور قبرقس ، والى جانبه عين اذا زاد الماء سرحت. وسنذكره فيما يأتي من المزارات بمدينة حلب وأعمالها ان شاء الله.
وفي وسط هذا الجبل جبل عال شاهق على الجبال التي حوله ، يقال له بيت لاها (١٦٦ ـ و) وهو بيت لاها الشرقي ، لان جبل اللكام يقال له بيت لاها الغربي ، ومعناه بالسريانية بيت الله ، ويقال : إن ابراهيم عليه السلام لما هاجر الى الشام كان يرعى غنمه من أرض حلب الى بيت لاها ، ويقال لما حوله من الجبال ، جبل ليلون ، وقيل فيه لولون ، كذا ذكره البلاذري في حديث الجراجمة (١) وهو من أحسن الاماكن وأكثرها بهجة ، وجميعها من جبل سمعان ، وأنشدني منصور بن سعيد بن أبي العلاء الحلبي قال : أنشدني عيسى بن سعدان لنفسه.
يا دار علوة ما جيدي بمنعطف |
|
إلى سؤال ولا قلبي بمنجذب |
ويا قرى الشام من ليلون لا بخلت |
|
على بلادكم هطالة السحب |
ما مر برقك مجتازا على بصري |
|
إلّا وذكرني الدارين من حلب |
__________________
(١) فتوح البلدان ، ١٦٦.