أما لك رقي سرّح الطرف غاديا |
|
على أهل بطنان سقتها سحابها |
حدائق للأحداق فيها لبانة |
|
يعيد لنا شرخ الشباب شبابها |
وإن كنت تبغي بالك الخير مدخلا |
|
إلى جنة الفردوس فالباب بابها (١) |
والوادي ينسب إلى بطنان حبيب ، وهي قرية تعرف ببطنان حبيب (٩٤ ـ ظ) ولها تل عليه دير يقال له دير حبيب.
قال البلاذري في كتاب البلدان : وبطنان حبيب نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري ، وذلك أن أبا عبيدة ، أو عياض بن غنم وجهه من حلب ، ففتح حصنا بها ، فنسب إليه (٢). وإلى جانب بطنان مرج كان ينزله عبد الملك بن مروان إذا توجه لقتال مصعب بن الزبير. وبوادي بطنان مواضع نزهة كثيرة المياه والأشجار ، منها تاذف (٣) ، وبو طلطل والفين. وقال امرؤ القيس في قصديته الرائية يذكر تاذف وباطلطل :
ألا ربّ يوم صالح قد شهدته |
|
بتاذف ذات التّلّ من فوق طرطرا |
ولا مثل يوم في قذاران ظلته |
|
كأني وأصحابي على ظهر أعفرا (٤) |
وقذاران قرية شمالي الباب.
قرأت بخط توزون ابراهيم بن محمد الطبري في كتاب الياقوت املاء أبي عمر الزاهد قال توزون : أملاه علينا من حفظه في شهور سنة سبع وعشرين وثلاثمائة
__________________
(١) لم يورد العماد هذه الابيات ضمن ما اختاره من شعر القيسراني. الخريده ١ / ٩٦ ـ ١٦٠ ، ولم أستطع الوقوف على مخطوطة ديوانه.
(٢) فتوح البلدان ، ١٥٤.
(٣) تكتب الآن بالدال المهملة ، وهي تبعد عن حلب مسافة ٤٠ كم ، التقسيمات الادارية ، ٣٢٦.
(٤) ديوانه ، ٧٠.