وذكر أنه قرأه أيضا عليه ، قال : فيما رواه عن أبي عمرو بن الطوسي ونقله عن ابن الاعرابي ، وقال ـ يعني أبا عبد الله بن الاعرابي في بيت امرئ القيس.
بتاذف دون التل من جنب طرطرا فقال له بعض من حضر : أفيروى تاذف؟ (فقال) (١) : هو حرف أعجمي يصنعون به ما شاءوا.
قال : وقال أبو عمرو الطوسي : وأما طرطر فأخبرني (٩٥ ـ و) الوليد بن عبيد البحتري الشاعر قال : هي قرية عندنا بناحية منبج يقال لها باطرطل ، باللام.
قلت : واليوم يقال لها بوطلطل بلامين (٢).
وفي هذا الوادي يجري نهر الذهب ، ويخرج على قرى يسقيها ، وتمده عيون بالوادي الى أن ينتهي الى الجبّول (٣) ، وتجتمع اليه عيون أخر من قرى نقره بني أسد ، فيجتمع الماء في الشتاء في أرض سبخة ، الى جانب الجبّول ، لاستغناء الناس عن السقي بالمياه في الشتاء ، فلا يزال الماء في السبخة الى فصل الصيف ، فيهب الهواء الغربي ، فيحمل ذلك الماء شيئا فشيئا الى الارض التي يجمد الماء فيها ، فيصير ملحا ، ويجمع الاول فالأول ، ويعبّى ويباع ، وتمتار منه البلاد ، وربما ثقل ماء السبخة في بعض السنين ، فيستقون ماء من أبار حفرت في تلك الارض ، ويجرونه الى مساكب قد سكبوها فيجمد فيها ويصير ملحا ، فيجمعونه منها ويرفعونه ويصنعون غيره ، وهذا الملح الذي يصنع يكون أشد بياضا من الاول
__________________
(١) أضيفت كي يستقيم المعنى.
(٢) ما تزال تحمل هذا الاسم ، وهي احدى قرى منطقة الباب التابعة لمحافظة حلب في الجمهورية العربية السورية ، وهي تبعد عن الباب مسافة خمسة كيلو مترات وعن حلب مسافة واحد وأربعين كيلو مترا ، والطريق الذي يربطها بكل من الباب وحلب هو طريق ترابي. انظر التقسيمات الادارية ، ٣٢٣.
(٣) تبعد الجبول عن حلب مسافة ٣٥ كم ، التقسيمات الادارية.