قلت : وهو مما انفرد به ابن عيينة (١) فمن فوقه أعني : بتمامه ؛ وإلا فقد روى بعضه : حبّان ـ بكسر المهملة ، ثم موحدة ـ ابن زيد الشّرعبي ـ بالمعجمة والموحدة ـ ويقال : إنه صحابي (٢) ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ارحموا ترحموا ، واغفروا يغفر لكم».
أخرجه أحمد (٣) ، وعبد (٤) ، وغيرهما (٥). وسنده جيد (٦).
وعن ابن عيينة اشتهر ، فرواه عنه جماعة ؛ انفرد بتسلسله من بينهم : عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. ومن سلسله عن أحد ممن فوق سفيان ـ فضلا عن جميعهم ـ فهو إما مخطىء ، أو كذاب (٧).
وهو من أصحّ المسلسلات إسنادا (٨) ، وإنما اقتصرت في الكلام عليه اكتفاء بما يسّره الله تعالى في أول المتباينات ؛ مما لا مزيد عليه (٩).
__________________
(١) وكذا قال الذهبي في «العلو»رقم (٢٧).
(٢) قال الحافظ في «التقريب»: ثقة ، أخطأ من زعم أن له صحبة.
(٣) ٢ / ١٦٥ ، ٢١٩.
(٤) «المنتخب»(٣٢٠).
(٥) منهم البخاري في «الأدب المفرد»(٣٨٠) ، والحسن بن موسى الأشيب في «حديثه»(٥٤) ، والطبراني في «مسند الشاميين»(١٠٥٥) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ»٢ / ٥٢٢ ، والبيهقي في «الشعب»(٧٢٣٦) و (١١٠٥٢) والخطيب في «تاريخ بغداد»٨ / ٢٦٥.
(٦) وكذا قال الدمياطي في «المتجر الرابح»صفحة (٣٨٠) ، والمنذري في «الترغيب والترهيب»(٣٦٢٨) ، والعراقي كما في «فيض القدير»١ / ٤٧٥ ، والحافظ في «الأمالي الحلبية»صفحة (٢٨) ، وصححه الألباني في «الصحيحة»(٤٨٢).
(٧) في هامش الأصل : كاذب.
وهذا الحديث مثّل به النووي على الحديث المسلسل الذي ينقطع تسلسله في وسطه فقال في «التقريب»: «كمسلسل أول حديث سمعته ، على ما هو الصحيح فيه»قال السخاوي في شرحه له : وإلا فقد وصل التسلسل فيه بتمامه غير واحد من الرواة إما غلطا أو كذبا ا ه. انظر «غنية اللبيب في شرح التقريب»للنووي تأليف السخاوي (ل ١٨٤ / أ) يسّر الله إتمامه بخير.
(٨) قال ابن الجزري في «عواليه»(ق ١٥) : هذا الحديث أصح حديث في المسلسلات مطلقا.
(٩) والكلام على هذا الحديث يطول ، وقد اعتنى به جمع من أهل العلم قديما وحديثا ، ولمحقق ـ ـ