البلد السابع والستون :
مصر (١)
وهو بلد شريف ، على ساحل النيل ، افتتحه عمرو بن العاص في خلافة عمر ـ رضياللهعنهما ـ وسكنه خلق من الصحابة ـ رضياللهعنهم ـ وفضائله كثيرة.
كتبت فيها أوراقا. ولو لم يكن منها إلا أنّها ذكرت في بضع وعشرين موضعا من القرآن صريحا. وأن فيما يروى : «ما كاد أهله أحد إلا كفاهم الله مؤنته»(٢).
وقال كعب (٣) ـ رحمهالله ـ : «من أراد أن ينظر إلى جنة عدن فلينظر إليه إذا أزهر». وسمي فيما قيل بمصر ابن حام بن نوح عليهالسلام.
والفسطاط منه هو المحلّ الذي ضرب به عمرو خيمته حتى فتحه ، وبنى جامعه موضعها ، وشهد الصلاة فيه أكثر من أربعة آلاف نفس من كبار الصحابة والتابعين ، ونسب إليه من العلماء من لا يحصى كثرة ، ولذا قال ابن
__________________
(١) انظر «فتوح مصر»لابن عبد الحكم ، و «الأنساب»للسمعاني ١٢ / ٢٨٦ ، و «معجم البلدان»٥ / ١٣٧ ، و «مراصد الاطلاع»٣ / ١٢٧٧ ، و «المواعظ والاعتبار»١ / ١٨ فما بعدها ، و «الأجوبة المرضية فيما سئل عنه السخاوي من الأحاديث النبوية»٢ / ٤٥٢.
(٢) رواه ابن يونس في «تاريخ مصر»عن أبي موسى الأشعري موقوفا وعن معاذ مرفوعا. كما في «إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن»لنجم الدين الغزي صفحة (٥٤١).
وانظر «المقاصد الحسنة»للسخاوي ، و «الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة»للسيوطي ، و «الشذرة في الأحاديث المشتهرة»لابن طولون ، و «كشف الخفا»للعجلوني كلّهم عند حديث : «مصر كنانة الله في أرضه ، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله».
وانظر «المواعظ والاعتبار»للمقريزي ١ / ٢٤.
(٣) رواه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر»صفحة (٢٤) قال : حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافري ، عن كعب الأحبار به.
وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.