تدل على المعنى فى المتبوع ؛ لأنها نفسه وورد عليه نحو : علمه ، فى قولك أعجبنى زيد علمه ، فهو تابع دل على معنى هو العلم فى المتبوع ، وأجيب بأن المعنى دل على معنى كائن فى المتبوع من حيث كونه فى المتبوع ؛ لأن الحيثية تراعى فى الحدود فالمراد أنه أشعر بالمتبوع فى دلالته وأن هذا المعنى كائن فى ذلك المتبوع كالعالم ، لإشعاره بالذات التى هى المتبوع مع المعنى بخلاف نفس العلم فى قوله : نفعنى زيد علمه ، فلم يشعر بالذات المتبوع إلا بالضمير المضاف إليه.
وورد ـ أيضا ـ نحو : أخوك ، من قوله : جاءنى زيد أخوك ، لدلالته على الذات وعلى معنى فيها هو الأخوة ، وأجيب بأن الغرض من البدل نفس النسبة لا الإشعار بالأخوة ، وفيه نظر ؛ لأن الغرض من كل اسم إفادة معناه.
وورد أيضا خروج نحو : الشاملون ، فى قولك (جاء الناس الشاملون زيدا) وهو نعت مع خروجه بقول الحد غير الشمول ، وأجيب بأن المراد الشمول المعهود فى التوكيد ، وهو الذى يستفاد بالألفاظ المعلومة وفيه ضعف.
وورد أيضا نحو : العلم والرجل ، فى قولك (أعجبنى هذا العلم فى هذا الرجل) فإن تابع الإشارة نصوا على أنه نعت ، ولم يدل على معنى كائن فى المتبوع ؛ لأنه نفسه ـ وكذا كل نعت كاشف ـ وقد يجاب بأن اسم الإشارة يراعى مدلوله من حيث إنه شيء يشار إليه ، وكونه علما أو رجلا معنى زائد وكذا الاسم الكاشف ؛ لأن ما قبله شيء ، وكونه حقيقة كذا معنى زائد ولكن على تقدير تسليمه يرد عليه أنه حينئذ ليس فيه إشعار بشيئين ـ وهما الذات والمعنى ـ كما قرر فى النعت وإنما قلنا ليس فيه إشعار بذلك ؛ لأنه ليس مشتقا وعلى تقدير الإشعار يرد عليه نحو : النفس ، فى قولك (جاء زيد نفسه) لدلالة النفس على أن مدلول زيد موصوف بكون نفسه هى الفاعلة للمجيء ، وليس موصوفا بكون ملابسه هو الفاعل للمجيء.
فالأولى أن التعريف لغالب أفراد النعت ، وفيه خروج عن مقتضى أصل الحدود وقد أطلت هنا للاحتياج إلى تحقيق ما يرد على هذا الحد ؛ لأن الظاهر ممن حد به الارتضاء على أنا لم نتنزل له كل التنزل.