فقط ؛ بحيث لا يتعداه إلى الكتابة ، وإن كان الشعر وهو الوصف يتعدى هو زيدا إلى عمرو.
(و) ثانى نوعى كل منهما : (قصر الصفة على الموصوف) وتحقيقه بالنسبة إلى الأول ـ وهو الحقيقى ـ أن يحكم بأن هذه الصفة لا تتجاوز هذا الموصوف إلى موصوف آخر مطلقا ، وإن كان الموصوف هو يتجاوزها إلى غيرها كقولنا (لا إله إلا الله) فإن الألوهية حكمنا بأنها لا تتجاوز مصدوق الجلالة إلى غيره ، كما أنها كذلك فى نفس الأمر ، وهذا موجود كثيرا كما تقدم فى قولنا (ما خاتم الأنبياء إلا محمد صلىاللهعليهوسلم) فقد حكمنا بقصر ختم النبوة عليه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولا يقتضى ذلك أنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا يتجاوز ختم النبوة إلى غيره من الأوصاف لتجاوزه إلى غيره كالشفاعة.
وأما بالنسبة إلى الثانى ـ وهو الإضافى ـ فهو أن يحكم بأن هذه الصفة لا تتجاوز هذا الموصوف إلى موصوف آخر معين متحد أو متعدد وإن كانت هى تتجاوز إلى غير ذلك المعين ، كأن يعتقد المخاطب أن الشعر وصف لعمرو فقط ، أو له ولزيد فتقول (ما شاعر إلا زيد) فقصر الشعر على زيد ، بحيث لا يتعداه إلى عمرو فقط ، وإن كان يتعدى إلى غير عمرو ، ومعلوم أن هذا أيضا لا يقتضى كون الموصوف مقصورا على صفة الشعر ؛ بل يجوز أن يتعداه إلى الكتابة وغيرها وهذا كله ظاهر بسطناه ؛ لأن هذا أول الباب.
(والمراد) بالصفة فى هذا الباب الصفة (المعنوية) وعنى بالمعنوية : المعنى القائم بالغير ، وهو ما يقابل الذات عند المتكلمين ، ولا يعنى المعنوية التى هى الحال فقط ، فشملت الوجودية والعدمية (لا النعت) أى : ليس المراد بالصفة هنا النعت النحوى ، وفسر بأنه هو التابع الذى يدل على معنى فى متبوعه غير الشمول كالعالم ، كقولك (جاءنى زيد العالم) فقد دل العالم على معنى هو العلم فى متبوعه ، وهو زيد ، واحترز بغير الشمول عن نحو (كلهم) من قولك : جاء القوم كلهم ، وهو التأكيد خرج بالدلالة على المعنى فى المتبوع البدل ، وعطف البيان والتأكيد الذى ليس للشمول ؛ لأنها كلها لا