المراد ، وهو قتلى ، ومعلوم أن المحل محل إضمار لتقدم المعاد فالأصل قد ظفرت به ، وعدل إلى اسم الإشارة لادعاء ظهور القتل وإنه فى غاية الوضوح بحيث لا يشك فيه ، ويحتمل أن يكون مع ذلك أشار به إلى بعد قتله عن غيرها وظفرت به هى واضحا مع بعده فى نفسه عن غيرها ، وإنما صح ترتيب قتله على إظهار العلة مع جزم المقتول بانتفائها لأنه يدعى موته بتوهم العلة ، بل بتصورها ، ولو كان التوهم فاسدا فكيف به لو حققت العلة ، وهذا من الظرافة بمكان فليفهم.
(وإن كان) المظهر الذى وضع موضع المضمر (غيره) أى : غير اسم الإشارة (ف) وضع ذلك المظهر مكان المضمر يكون (لزيادة التمكين) يحتمل أن تكون الإضافة فيه للبيان أى : للزيادة التى هى التمكين أى : جعل المسند إليه متمكنا فى ذهن السامع ، أو تكون على أصلها ؛ لأن المضمر لا يخلو من تمكن معناه فى ذهن السامع فى الجملة ، والمظهر أقوى فى التمكين ، وعلى الأول يكون تسمية التمكين زيادة ؛ لأن المسند إليه فى الجملة يفيد فهم معناه ، وكونه مظهرا فى موضع المضمر يفيد زيادة على ذلك ، وهى ذلك التمكين ، واسم الإشارة ولو كان مفيدا للتمكين ـ أيضا ـ إنما ينبغى أن يذكر من أسراره ما يختص به ككمال العناية ، كما تقدم ، ثم إن هذا أمر جلى ؛ لأنه يقال ما وجه إفادة الظاهر دون المضمر تمكينا ، وما مقام التمكين أما الأول فبيانه أن المضمر لا يخلو عن إبهام فى الدلالة بخلاف المظهر لا سيما ما يقطع الاشتراك فى أصله كالعلم وأما الثانى فكأن يكون الغرض من الخطاب تعظيم المسند إليه ، وإفراده بالحكم ، فيكون المقام مقام التمكين ؛ لأن ما قد يخل بالفهم والتعيين لا يناسب التعظيم والإفراد ، وذلك كما فى المثال ، وهو المشار إليه بقوله (نحو (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ)) (١) فإن الغرض اعتقاد عظمة المسند إليه وإفراده بالصمدية فاقتضى المقام الإظهار بدلا عن الإضمار الذى هو الأصل فى قوله الله الصمد إذ لو قيل هو الصمد كان في الإضمار إبهام ما ، والمظهر أدل على التمكين لا سيما وهو علم ، والتمكين يناسب التعظيم ، والإفراد بالصمدية كما بينا فليفهم.
__________________
(١) الإخلاص : ١ : ٢.