(ونظيره) أى : ومثل قل هو الله أحد الله الصمد فى كون الإظهار فيه فى موضع المضمر لزيادة التمكين ؛ لاقتضاء المقام إياه ، ولكن ذلك النظير (من غيره) أى : من غير باب المسند إليه قوله تعالى ((وَبِالْحَقِ)) (١) أى : وبالأمر الثابت المحقق ، وهو الحكمة المقتضية للإنزال من هداية الخلق وتحقيق حجة السعادة والشقاوة ((أَنْزَلْناهُ*)) أى : القرآن ، ((وَبِالْحَقِ)) وبتلك الحكمة ((أُنْزِلَ*)) فمقتضى الظاهر أن يقال ، وبه نزل فعدل عنه إلى الظاهر لزيادة التمكين ؛ لأن المقام مقام تقرير حكمة الإنزال ، لئلا يغفل عن كون نزوله لها وردا لتوهم نزوله لغيرها بسبب كونه من غير الله تعالى ، كما هو مذهب الكافر ، وهذا ظاهر إن أريد بالحق فى الجملتين معنى واحد ، كما هو ظاهر من تعريفه فى الموضعين ، وأما إن أريد بالثانى خلاف الأول ؛ كأن يراد بالأول إقامة الحجة ، وبالثانى الأوامر ، والنواهى ، والمواعظ مثلا فالكلام على مقتضى الظاهر ؛ لأن وضع المضمر حينئذ موضع الثانى لا يصح إلا على طريق الاستخدام ، وهو خلاف الأصل فافهم.
(أو إدخال الروع) هو معطوف على زيادة التمكين أى : يكون وضع ظاهر غير اسم الإشارة موضع مضمر لقصد إدخال الروع أى : الخوف (فى ضمير السامع وتربية المهابة) أى : تجديد الإجلال والروع أى : الخوف من الشيء يستلزم الإجلال له ، فتربيته من إدخال الروع ولو كان ظاهر الأول ابتداءه ، والثانى دوامه ، ولقرب الأول من الثانى عطفه عليه بالواو ، فهو كعطف المماثل ، فيكون كالتأكيد للأول (أو تقوية داعى المأمور) على امتثال الأمر ، ولما كانت تقوية داعى المأمور قد توجد من غير إدخال الروع كما يوجد إدخال الروع بدون التقوية ؛ كأن يكون الغرض إدخال الروع للإرهاب ، وكسر القلب مثلا كما قد يجتمعان عطفهما بأو (مثالهما) أى مثال : اجتماع التقوية ، وإدخال الروع الصادق بالتربية (قول الخلفاء أمير المؤمنين يأمرك بكذا) فإن مقتضى الظاهر أنا آمرك بكذا ؛ لأن المقام للتكلم ، ومعلوم أن إسناد الأمر إلى لفظ أمير المؤمنين دون الضمير الذى هو أنا موجب لتقوية الداعى على الامتثال ، ولإدخال
__________________
(١) الإسراء : ١٠٥.