مرفوعه جملة ولو كان معربا بنفسه فيما إذا كان صلة لأل ، أو وقع موقع ما أغنى عن الخبر فلوقوعه فى ذلك ونحوه موقع ما طلبه للفعل والجملة أشد ؛ لأنه فى الأصل صلة والأصل فيها الجملة وشبهها ، فهو فعل فى صورة الاسم لكراهية دخول ما صورته مختصة بالاسم على صورة الفعل ، والفعل مع الفاعل جملة تامة ، وفى الثانى فى موضع يحسن السكوت عليه مع فاعله بخلاف ما إذا أخبر به مع فاعله الظاهر أو المضمر ، فهو فى محل المفرد (ولا عومل معاملتها فى البناء) أى : ولهذا أيضا لم يعامل معاملتها فى البناء بل أعرب كأجزاء الجملة لا كنفسها ، ووصف الجملة بالبناء لا يخلو عن تسامح ، فإنها لا توصف اصطلاحا من حيث هى بإعراب ولا بناء نعم فى محل ما يعرب ، أو يبنى ، ولكن القصد أن أصل الفعل البناء ، لتضمنه فى الأصل النسبة التامة مع فاعله فصار فى غاية الافتقار ، والارتباط بفاعله فيبنى فى الأصل ؛ لأن الافتقار من أسباب البناء بخلاف المشتق ففيه شبه بالخالى عن هذه النسبة ، وبهذا يندفع ما يتوهم من أن الجملة الجامدة الجزأين هى فى الثبوت آكد مما فيه مشتق ، فكيف يحكم بأن المشتق أقوى فى التأكيد ؛ لأن المراد أن طلبه لما نسب له أقوى ، كالفعل بخلاف الجامد ، فهو مستقل والتأكيد الموجود فى جملته من جهة كون معناه وصفا ذاتيا ، أو لازما فى الأصل للمخبر عنه لا من جهة كونه وضع طالبا للمنسوب إليه ، فالمشتق أقوى منه فى هذا المعنى لشبهه بالفعل ، فالجامد الثبوت فيه من جهة المدلول ، فهو خارج عن إفادة التقوية بإعانة وضع اللفظ ، والتأكيد فى المشتق بإعانة دلالة اللفظ لا بنفس مدلوله بذاته ، كما فى الجامد فليتأمل.