أمركم ، فجعل الأهلّة مواقيت الناس ، ألا وإن الله ـ عزّ وجلّ ـ أخفى عليكم هذا ليبتليكم ، فيعلم أيّكم المتّبع من المضيّع ، ألا وإني شاورت أقواما فلم أجد عندهم شفاء لما في الصدور ، وأتاني الركب من كل وجهة [يخبروني](١) عن رؤية الهلال قبل اليوم الذي يأتي لكم ، ولم أجد فيهم من أثق بشهادته عن ثبات معرفته عندي ، وإنما تعبّدنا الله ـ عزّ وجلّ ـ بإجازة شهادة المعروفين ، ولعله أن يكون فيهم ممن لا أعرف قوم هم أوثق ممن أعرف ، ولكن الحق والسنة أولى أن تتبع ، ألا إني قد رأيت رأيا ، فإن أصب فمن الله ـ تعالى ـ وإن أخطئ فمبلغ اجتهادي ، والله أسأل التوفيق ، وأنا خارج بالناس من غد يومنا هذا إلى منى ، وهذا اليوم الذي يزعم من سبقنا إلى رؤية الهلال أنه يوم التروية وأقف بهم من غد ذلك اليوم ، وهو الذي يزعم من تأخر في الرؤية أنّه يوم التروية ، ثم أفيض بهم إلى جمع ، ثم أصبح بهم راجعين إلى عرفات ، فأقف بهم وقفة أخرى ، وأؤخر نسكهم ، فيحلّون وينحرون في اليوم الذي يزعم أولئك أنه يوم النفر ، فإن يكن القول ما قالوا لم يضرّهم تأخير مناسكهم ، ويكون ما فعلت زيادة في أعمالهم ، وعلى الله أجر العاملين.
قال : فوقف بالناس يومين ، والحمد لله رب العالمين.
١٩٠٣ ـ وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، قال : ثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كان ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يعلّم الناس المناسك. ـ قال : ـ يعني : يوم سابع ـ والله أعلم.
__________________
١٩٠٣ ـ إسناده صحيح.
رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ من طريق : محمد بن عبد الله الثقفي ، فذكره بنحوه.
(١) في الأصل (يحدوني).