كذلك. فإن كانا قد تضمّنا معنى الحرف ، فإنك تحكي فيه ما كان يجوز فيه ، وهو البناء ، فتقول : «جاءني خمسة عشر» ، و «رأيت خمسة عشر» ، و «مررت بخمسة عشر». وإن شئت أعربت ، لأن العدد لم يتضمن معنى الحرف إلّا وهو عدد ، فلما انتقل إلى الاسمية ، زال ذلك منه.
فإن كان الاسمان المركبان ، لم يتضمنا معنى الحرف ، فإنّه يجوز فيه ما كان يجوز فيه قبل التسمية من أن تعربه إعراب ما لا ينصرف ، وأن تجعل الإعراب في الأول ، وتضيفه إلى الثاني ، وأن تبني الاسمين على الفتح.
فإن سمّيت بمفرد ، فلا يخلو من أن يكون من قبيل التثنية وجمع السلامة ، أو لا يكون. فإن سمّيت بمثنى ، جاز فيه وجهان : أحدهما أن تحكي التثنية ، فتقول : «جاءني زيدان» ، و «رأيت زيدان» ، و «مررت بزيدان» ، وأن تجعل الإعراب في الآخر ، فتقول : «جاءني زيدان» ، و «رأيت زيدان» ، و «مررت بزيدان» ، وتمنعه الصرف للتعريف وزيادة الألف والنون.
فإن سميت بجمع سلامة ، فلا يخلو أن يكون بالواو والنون ، أو بالألف والتاء. فإن كان بالواو والنون ، جاز فيه وجهان : الحكاية فيكون رفعه بالواو ، ونصبه وخفضه بالياء ، فتقول : «هذه قنّسرون» ، و «رأيت قنّسرين» ، و «مررت بقنّسرين». والآخر أن تجعل الإعراب في النون ، فتنقلب الواو ياء ، لأنّه اسم مفرد في آخره واو ونون زائدتان ، فتقول : «هذه زيدين» ، و «رأيت زيدين» ، و «مررت بزيدين».
وحكى بعض النحويين أنّه يجوز الإعراب ، وأن لا تقلب الواو ياء ، فتقول : «هذا زيدون» ، و «رأيت زيدونا» ، و «مررت بزيدون».
وحكوا من كلامهم : «هذا ياسمون البرّ» ، و «رأيت ياسمون البرّ» ، و «مررت بياسمون البرّ» ، وهذا شذوذ لا يقاس عليه.
وحكي أيضا أنه يحكى إعرابه الذي يكون عليه في حال النقل ، فتقول : «هذا زيدون» ، و «رأيت زيدون» ، و «مررت بزيدون». وأنشدوا على ذلك [من المديد] :
٧٨٣ ـ ولها بالماطرون إذا |
|
أكل النّمل الذي جمعا |
__________________
٧٨٣ ـ التخريج : البيت لأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص ٨٥ ؛ والحيوان ٤ / ١٠ ؛ والمستقصى ١ / ٥١ ؛ وللأحوص الأنصاري في ديوانه ص ٢٢١ ؛ وليزيد بن معاوية في ديوانه ص ٢٢ ؛ وشرح التصريح ١ / ٧٦ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٤٨ ؛ وليزيد أو للأحوص في خزانة الأدب ٧ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، ٣١١ ، ٣١٢ ؛ وللأخطل في لسان العرب ١٣ / ٤٠٩ (مطرن) ؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢ / ٦٢٦ ؛ ولسان العرب ٥ / ١٨٠ (مطر) ؛ والممتع في التصريف ١ / ١٥٨.